غالباً ما تعتبر إزالة شمع الأذن مؤشراً على النظافة الجيدة، إلا أن إزالته يدوياً وفقاً لدليل الإرشادات الجديد الذي أعده الخبراء في الولايات المتحدة، قد يسبب تلفاً في سمع الشخص.
وفقاً لصحيفة Daily Mail البريطانية، أشار الباحثون في الأكاديمية الأميركية لطب الأنف والأذن والحنجرة في تحديثهم للدليل الإرشادي، الذي صدر يوم الثلاثاء 3 يناير/كانون الثاني 2017، إلى أن إدخال أي أداة غريبة إلى القناة السمعية كالماسحات القطنية، قد تسبب مشاكل متنوعة في السمع، وزيادة فعلية في إفراز صمغ الأذن.
بالإضافة إلى ما سبق، تتسبب النظافة اليدوية للأذن أيضاً في زيادة فرص ثقب طبلة الأذن، وتخلخل عظام الأذن الرقيقة، وتلوث الأذن.
علاوةً على ذلك، هناك خطر إضافي وهو انسداد الأذن والقناة السمعية، ويمكن أن يؤدي ذلك إلى الآلام والحكة والرنين أو الطنين، وفقدان السمع، أو حدوث إفرازات، أو وجود رائحة كريهة.
من جانبه، قال دكتور سيث شوارتز رئيس الأكاديمية الأميركية لطب الأنف والأذن والحنجرة، إن "المرضى عادةً ما يعتقدون أن بإمكانهم منع تراكم شمع الأذن عن طريق إزالته من الأذن باستخدام الماسحات القطنية، أو قصاصات الورق، أو شموع الأذن، أو أي شيء من الأشياء التي لا يمكن تخيلها ويضعها الناس في آذانهم".
وتابع شوارتز: "الجهود المبذولة في القضاء على شمع الأذن تتسبب في إحداث مشاكل أخرى، لأن ما يحدث هو دفع هذا الشمع إلى أسفل وأبعد في القناة السمعية"، ويؤكد شوارتز أن أي شيء يدخل في الأذن، قد يتسبب في ضرر بالغ لطبلة الأذن والقناة السمعية، وقد يكون هذا الضرر مؤقتاً أو دائماً.
وأكد أيضاً أنه خلافاً للاعتقاد السائد، تقوم الأذن بتنظيف نفسها ذاتياً، إذ يقول هناك ميل لدى الناس إلى تنظيف آذانهم، لأنهم يعتقدون أن شمع الأذن مؤشر على عدم النظافة، هذه معلومة خاطئة تؤدي إلى عادات ضارة صحياً للأذن.
فيما أضاف شوارتز، أن شمع أو صمغ الأذن مادة طبيعية يفرزها جسم الإنسان لتنظيف وحماية وترطيب الأذن، وأنها عامل تنظيف ذاتي يحافظ على الأذن صحيحة، بمنع التلوث والأتربة وغيرها من الأشياء الدقيقة من الدخول عميقاً داخل الأذن عن طريق التصاقها بشمع الأذن.
ويساعد المضغ وحركة الفك ونمو الجلد في القناة السمعية في تحريك شمع الأذن القديم من داخل الأذن إلى فتحة الأذن، حيث يُزال أو يُغسل أثناء الاستحمام، وتعد عملية إفراز الشمع الجديد والتخلص من الشمع القديم عملية طبيعية دائمة.
قد لا تكتمل عملية التنظيف الذاتية تلك في بعض الأحيان، إذ يتراكم شمع الأذن ويتكتل مسبباً انسداد القناة السمعية، وتحدث هذه الحالة لواحد من كل 10 أطفال، وواحد من كل 20 بالغاً، وفي ثلث كبار السن.
وإذا تعرضت لهذه المشكلة، فيجب عليك أن تعالجها لدى طبيب ممارس من خلال الغسل، أو الحقن، أو باستخدام عوامل تليين شمع الأذن المعروفة باسم cerumenolytics، مثل قطرات أذن بيكربونات الصوديوم BP، وزيت الزيتون، والماء المقطر، والأسيتون.