أكدت فصائل معارضة مسلحة في سوريا أنها ستحضر مع الحكومة السورية محادثات السلام التي ستنعقد في العاصمة الكازاخية آستانة الأسبوع المقبل.
وقال محمد علوش وهو قيادي في جماعة "جيش الإسلام" إنه سيرأس وفدا لمعارضين مسلحين بهدف إنهاء "جرائم" الحكومة وحلفائها، على حد قوله.
وتنظم روسيا وتركيا محادثات السلام في آستانة.
وتؤيد الدولتان أطرافا متصارعة، وتوصلتا إلى هدنة في سوريا في 30 ديسمبر/ كانون الأول وقع خلالها عدد من الانتهاكات.
وافادت تقارير بوقوع ضربات جوية واشتباكات على جبهات قتال متعددة، خاصة في وادي بردى شمال غربي دمشق.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان المعارض، ومقره بريطانيا، بأن 9 اشخاص قُتلوا يوم الأحد إثر قصف جوي حكومي لقرية تسيطر عليها قوات المعارضة المسلحة.
ولا تضم محادثات السلام تنظيم الدولة الإسلامية، وجبهة فتح الشامـ المعروفة سابقا، باسم جبهة النصرة قبل فصلها الإرتباط الرسمي عن تنظيم القاعدة في يوليو/ تموز.
وقال علوش، وهو رئيس وفد المعارضة المسلحة، "كل فصائل المعارضة سوف يشترك، لقد وافق الجميع على ذلك."
وأضاف "آستانة هي عملية تهدف لوقف إراقة الدماء على يد النظام وحلفائه."
وقال مسؤول في الجيش السوري الحر، الذي يضم عددا من الفصائل التي يدعمها الغرب، لوكالة رويترز للأنباء "ستذهب الفصائل (إلى المؤتمر) وأول ما ستناقشه هو وقف اطلاق النار والانتهاكات التي يقوم بها النظام."
وكانت شبكة أخبار شام نيوز الموالية للمعارضة قد قالت في وقت سابق إن عددا من الجماعات المسلحة أراد مقاطعة المحادثات بسبب هجوم الحكومة على وادي بردى.
وسيختلف وفد المعارضة المتوجه إلى آستانة عن الوفد الذي شارك في المفاوضات التي نظمتها الأمم المتحدة في جنيف العام الماضي، لكنها لا تزال ضمن المظلة الأكبر التي تشمل طوائف المعارضة المسلحة والسياسية وهي الهيئة العليا للمفاوضات.
وكان علوش قد استقال من منصبة كرئيس للهيئة في مايو/ أيار قائلا إن محادثات جنيف كانت "مضيعة للوقت" متهما الحكومة بالتصلب.
وأكدت الهيئة على أهمية "دعمها للوفد العسكري" المسافر إلى كازاخستان وعبرت عن "أملها في أن يدعم هذا الاجتماع الهدنة."
وأضافت الهيئة، في بيان السبت، أنها تعتبر اجتماع آستانة "خطوة تمهيدية للجولة التالية" من مفاوضات جنيف الهادفة للتوصل إلى تسوية سلمية.
وقالت روسيا إن المحادثات تعد اضافة لمحادثات جنيف وليست بديلا عنها.
ونُقل عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله لسياسيين فرنسين إنه "متفائل" بشأن اجتماع آستانة وإنه "مستعد للمصالحة (مع المعارضة المسلحة) شريطة التخلي عن أسلحتهم."
وتأتي المبادرة الروسية التركية بعد هزيمة كبيرة لقوات المعارضة المسلحة في معركة مدينة حلب التي تقع شمالي سوريا، والتي استعادت القوات الحكومية السيطرة عليها في 22 ديسمبر/ كانون الأول بمساعدة الضربات الجوية الروسية ومسلحين إيرانيين.
وأدت الحرب الأهلية التي استمرت نحو 6 سنوات في سوريا إلى مقتل 300 الف شخص على الأقل بالإضافة إلى تهجير 11 مليون داخل سوريا وخارجها.