وَصف معالي الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس, الإرهاب بأنه آفة العصر ودمار للبشرية وتمزيق للمجتمعات, مؤكداً أن الإرهاب الذي عمّ شره الأمم والأعراق لا يمكن أن ينسب إلى أمة أو دين أو بلد.
وقال معاليه في لقاء حواري نظمته الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي يؤلمني أن نرى الأمة الإسلامية وقد وصلت سموم هذه الآفة إلى أبنائها فأزاغت الشياطين أبصارهم عن رؤية الحق المبين وصرفتهم عن منهج الإسلام المعتدل, مبرزًا نعمة الأمن والاطمئنان في الآية الكريمة (أَوَلَمْ نُمَكِّنْ لَهُمْ حَرَمًا آمِنًا يُجْبَى إِلَيْهِ ثَمَرَاتُ كُلِّ شَيْءٍ رِزْقًا مِنْ لَدُنَّا وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ), و قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَصْبَحَ مِنْكُمْ آمِنًا فِي سِرْبِهِ، مُعَافًى فِي جَسَدِهِ ، عِنْدَهُ قُوتُ يَوْمِهِ ، فَكَأَنَّمَا حِيزَتْ لَهُ الدُّنْيَا).
وحذر معاليه من العواقب الخطيرة للفكر الضال المتسلط الغاشم, مشيراً إلى أنه يزعزع الأمن والاستقرار, وينزع الطمأنينة ويبدد الهدوء, ويثير الرعب والفزع بين الناس ولو استحكمت هذه الفتن, ما هنأ الناس بعيش, وما حج البيت العتيق, ولا اطمأنت سُبُل ومكاسب, ولا أمِن أحد على نفسه وماله ,ولا بقي دين ولا متدين في بلاد المسلمين.
وتحدث الشيخ السديس عن تحريم قتل الذمّي والمعاهَد والمستأمن مستنداً إلى قول الله تعالى: " من أجل ذلك كتبنا على بني إسرائيل أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا", وقول نبينا صلى الله عليه وسلم: "من قتل نفسا معاهدا لم يُرح رائحة الجنة, وإن ريحها ليوجد من مسيرة أربعين عاما".
يذكر أن الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي قدمت عدداً من الإصدارات والمطبوعات التي تعالج ظاهرة الإرهاب والفكر المنحرف منها " قضايا الأمن الفكري من منبر الحرم المكي, وعاصفة الحزم من منبر المسجد النبوي, وتيسير الوهاب في علاج قضايا الإرهاب, والتحذير من آفة العصر والمسكرات والمخدرات, لمعالي الشيخ الأستاذ الدكتور عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس.