حمل لاعب الفريق الأول لكرة القدم بنادي الوحدة مهند الفارسي الجزائري خير الدين مضوي مدرب الفريق السابق مسؤولية هبوط مستوى الفريق، مؤكدا أنه دمر اللاعبين نفسياً.
وقال الفارسي في حواره مع الرياضية: المدرب مضوي قاد سفينة الوحدة إلى الغرق، مشيراً إلى أن المصري عادل عبد الرحمن المدرب الحالي للفريق يمتلك من الذكاء ما يجعل اللاعبين ينحتون في الصخر من أجل إثبات جدارتهم خاصة بعد اهتمامه الشديد بمعنوياتهم ورفع الروح المعنوية لهم.
وأكد الفارسي أن الوحدة سينهى الموسم في مركز آمن بعيداً عن دوامة الهبوط في ظل وجود عناصر مميزة من فرسان مكة الجديرين بالانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني بعد تألقهم اللافت في مباريات الدوري واصفاً الثلاثي فهد المولد ونواف العابد ومعتز هوساوي بأنهم أفضل لاعبي الدوري السعودي.
ـ تغير أداء ومستوى الوحدة في الفترة الأخيرة فما هي الأسباب؟
بالفعل انتفاضة كبيرة يشهدها الفريق منذ قدوم المدرب المصري عادل عبد الرحمن الذي انتشل الفريق من كبوات عديدة أهمها انهيار نفسية اللاعبين نتيجة عدم ثبات التشكيل في كل المباريات التي لعبناها في الدور الأول بما فيها مباراة كأس ولي العهد، بالإضافة إلى رغبة اللاعبين في تحسين أوضاعهم في الدوري باعتبار أن الوحدة ناد كبير له سمعته وتاريخه المعروف كما أنه يعد من أقدم الأندية السعودية إضافة إلى أن شعور اللاعبين بالظلم مع الجهاز الفني السابق جعلهم يصرون على كشف شخصيتهم الحقيقية عندما واتتهم الفرصة.
ـ ومتى واتتهم الفرصة ؟
عندما غادر المدرب الجزائري خير الدين مضوي وابتعد عن الفريق، وتولي المدرب المصري عادل عبد الرحمن قيادة الفريق في أكثر الفترات التي عانى منها الفرسان من سوء النتائج وتراجع ترتيبه في جدول الدوري وتذبذب في أداء اللاعبين رغم أن الفريق يضم لاعبين لا يقل مستواهم عن جميع لاعبي المنتخب الوطني لكن مضوي، سامحه الله دمر الفريق.
ـ هل تحمل خير الدين مضوي مسؤولية تراجع مستوى الوحدة وسوء نتائجه ؟
بالتأكيد، فمضوي السبب الرئيسي فيما وصل إليه حال الوحدة فقد كان يخترع تشكيلاً جديداً في كل مباراة وتسبب ذلك في افتقاد الفريق للاستقرار الفني في ظل المشاركة في وجود دوري قوي يحتاج إلى تثبيت التشكيل وانسجام الخطوط والتفاهم بين اللاعبين في كل مباراة، وهو ما نسفه مضوي في منهجه التدريبي معنا، وكذلك استغناء مضوي عن 18 لاعباً من الفريق دفعة واحدة هذا الموسم الأمر الذي هز كيان الفرسان لأن التفريط في هذا العدد من اللاعبين في موسم واحد أمر سلبي للغاية، وأثر سلبيا أيضاً على الارتياح النفسي بين اللاعبين الجدد والبقية القليلة التي تبقت من الموسم الماضي، وللأسف لم نسمع عن أي ناد في العالم يستغنى عن 18 لاعباً في موسم واحد وهو ما يتحمله مضوي بمفرده لأنه كان صاحب القرار، هذا فيما يخص مضوي.
ـ وهل هناك عوامل أخرى أدت إلى تدهور أحوال الفريق؟
سوء مستوى المحترفين الأجانب وعدم استفادتنا من وجودهم، كان من أبرز العوامل الأخرى التي أدت إلى انتكاسة الفريق، لأن الوحدة الفريق الوحيد الذي لعب معظم مبارياته بدون محترفين أجانب أمام أندية تلعب بكامل محترفيها وفي الأخير مضوي هو السبب؟
تحاملك على مضوي هل له أسباب أخرى غير فنية ؟
نعم .. مضوي شخصية قوية ومازال شاباً صغير السن ويحمل اسما كبيرا في عالم التدريب الأفريقي والجزائري، لكننا لم نستفد منه لأنه فقير فنياً ومن أهم السلبيات التي وقع فيها أنه لا يجيد التعامل نفسياً مع اللاعبين ولا يهتم إطلاقاً بمعنوياتنا لأنه يفصل تماماً بين تعامله الفني والتكتيكي ونفسيات اللاعبين حتى دمر نفسياتنا بشكل أثر سلبيا على مستوانا في المباريات وحتى التدريبات لدرجة أننا كنا نتمنى بعد كل مباراة أن ينتهى هذا المسلسل والحمد لله انتهى بالفعل بقدوم المدرب المصري عادل عبد الرحمن.
ـ وهل نجح عادل عبد الرحمن في تصحيح الأوضاع؟
بالتأكيد، والفارق كبير بين مضوي وعبد الرحمن، فالأخير مدرب ذكي للغاية ويعلم أنه جاء في فترة صعبة ومن المستحيل أن يصحح أكبر مدرب في العالم أوضاع أي فريق بين عشية وضحاها، لذلك ركز على رفع معنويات اللاعبين بأسلوب حضاري أكثر من رائع، لأنه حريص على أن يشعر أي لاعب أنه نجم الفريق وأنه الدعامة الأساسية للفريق وبدونه يتعثر الفريق وبالتالي نجح بذكاء في أن يخرج كل ما بداخل اللاعبين من مهارة وجهد وإخلاص وجعلهم ينحتون في الصخر بما يخدم مصلحة الفريق حتى فاقت ثقة اللاعبين كل الحدود، بالإضافة إلى أنه من الناحية الفنية مدرب متميز ويهتم بكل شاردة وواردة بالفريق نتيجة خبرته الطويلة بالدوري السعودي وقيادته الفنية لأندية الشباب والاتحاد والباطن مع قربه نفسياً من فكر اللاعبين صغار السن بحكم تعامله السابق معهم لذلك تغير أداء الوحدة وسيكون له شأن كبير في الفترة المقبلة.
ـ وكيف ترى الوحدة في المباريات المتبقية من عمر الدوري؟
كلي ثقة في أننا باقون في الدوري الممتاز إن شاء الله، لأننا نمتلك جهازاً فنياً على مستوى عال ويقدر حجم المسئولية الملقاة على عاتقه وأيضاً الفريق يضم عناصر محلية لا تقل بأي حال من الأحوال عن نجوم الكرة السعودية وعلى رأسهم عبد الإله المالكي ومنصور نجار وحاتم بلال والحارس العملاق عبد الله العراف إضافة إلى التعاقد مع مختار فلاتة الذي أفاد الفريق كثيراً كواحد من أبرع هدافي الأندية السعودية وجميعهم أحق بالانضمام للمنتخب الوطني، بالإضافة إلى دخول المحترفين الثلاثة طارق جبريل وشريف حازم وأحمد مجدي إلى التشكيلة الرئيسية سيكون أكبر حافز للفريق في تقديم مستويات طيبة تحقق له مركزاً آمناً في جدول الترتيب.
ـ ماذا يحتاج الوحدة في الفترة المقبلة لضمان البقاء؟
يحتاج إلى اللاعب صاحب الطموح الكبير والذي تكون لديه الرغبة الكبيرة في إثبات ذاته لأن لاعب الكرة إذا طال عمره في الملاعب يقل عطاؤه بالتدريج بحكم ممارسته اللعبة بشكل مستمر والأمثلة كثيرة على نجاحات اللاعبين الطموحين وأبرزها علي عواجي لاعب الأهلي الحالي الذي جاهد وكافح بجدية حتى حقق طموحه بالانتقال إلى ناد كبير كالأهلي، وكذلك عبد الإله المالكي صعد بطموحه من شباب الوحدة ثم الأولمبي حتى حجز مكاناً أساسياً في الفريق الأول ويستحق تمثيل الأخضر في الاستحقاقات المقبلة مع عبد الله العراف.
ـ لم تشارك إلا في 9 مباريات فقط في جميل فما أسباب ابتعادك عن التشكيل؟
أعترف أنني لم أشارك في غالبية المباريات رغم جاهزيتي الفنية والبدنية والسبب في ذلك يرجع للمدرب الجزائري خير الدين مضوي الذي دأب على تجربة الفريق بالكامل باستثناء الحارس الرابع عماد الدوسري فهو الوحيد الذي لم يشارك في أي مباراة ما أدى إلى حرماني مع لاعبين كثيرين من المشاركة مع الفريق بدون أية أسباب مقنعة ما كان سبباً مباشراً في هبوط نفسياتنا واستقبالنا 10 خسائر كأعلى نسبة هزائم في الدوري السعودي.
ـ من أين استقيت المنهج التدريبي في بداية عهدك بالكرة حتى وصلت إلى الوحدة؟
بدايتي كانت في أكاديمية النادي الأهلي تحت قيادة المدرب الهولندي أندريه فاندرلي في 2007 ثم تدرجت في فرق النادي مع الناشئين والشباب والأولمبي ولعبت تحت قيادة مدربين كبار أمثال فيصل البدين والفرنسي ألين جويرو، ثم انضممت إلى منتخب الشباب وشاركت في كأس آسيا بالعراق مع المدرب البرازيلي أرنست وسجلت هدفين في مرمى الهند وأفغانستان، وبعد العودة من رحلة المنتخب حالت إصابتي في مباراة الشعلة الودية من المشاركة في كأس العالم 2011 بكولومبيا وانتقلت من أولمبي الأهلي إلى نادي الوحدة بعد أن تلقيت عروضاً عديدة أبرزها من أندية الرائد والفيصلي وهجر، وفي الوحدة تدربت على يد 8 مدربين هم التونسي عبد الرازق الشابي والجزائريين جمال مناد وخير الدين مضوي والوطني خالد القروني والأورجوياني خوان رودريجز والمصريين محمد صلاح الدين وبدر حامد وعادل عبد الرحمن.
ـ من أفضل لاعبي الكرة السعودية الحاليين؟
فهد المولد ومعتز هوساوي ونواف العابد.
ـ ومن مثلك الأعلى محلياً وعالمياً؟
محلياً ماجد الهزاني وعالمياً كريم بنزيمة لاعب ريال مدريد الذي أتمنى أن أحترف بصفوفه.