توفيت برونهيلد بومسل، السكرتيرة السابقة لجوزيف غوبلز وزير الإعلام والدعاية للنظام النازي السابق، عن عمر ناهز مائة وستة أعوام.
وكانت بومسل وثيقة الصلة بغوبلز الذي يعد أسوأ مجرمي الحرب في القرن العشرين، وكانت آخر الباقين على قيد الحياة ممن عملوا عن قرب مع صناع القرار في النظام النازي، والوحيدة التي تحدثت عن تجربتها في الحياة بعد ذلك.
وقالت بومسل، في فيلم وثائقي حديث، إنها لم تعلم أي شئ عن مقتل ستة ملايين يهودي في الهولوكوست.
وأضافت في الفيلم، بعنوان "حياة ألمانية"، الذي عرض العام الماضي أنها لا تشعر بأي ذنب "إلا إذا وجه لوم لعموم السكان الألمان".
وولدت بومسل في يناير/كانون الثاني عام 1911، وعملت لسنوات كاتبة لدى وسيط تأمينات يهودي قبل أن تلتحق بوظيفة مشابهة مع كاتب يميني.
وعلى الرغم من ادعاء بومسل الدائم بأنها ليست سياسية، فقد انضمت للحزب النازي عندما تولى السلطة في عام 1933 بغية الحصول على وظيفة حكومية لدى الإذاعة الوطنية الألمانية.
وقالت إن مهاراتها في الكتابة على الآلة الكاتبة دفعتها إلى العمل كسكرتيرة لغوبلز عام 1942 خلال الحرب عندما كان يشغل منصب وزير "الإعلام والدعاية".
ووصفت بومسل غوبلز بأنه "وسيم وقصير إلى حد ما" وكان وجيها ومهندما لكنه كان متعجرفا.
وأضافت أنها كانت مجرد سكرتيرة ولا تعلم شيئا عن الأعمال الوحشية التي ارتكبها النظام النازي خلال الهولوكوست.
وقالت خلال مقابلة خاصة لفيلم "حياة ألمانية" الوثائقي :"الذين يقولون اليوم إنهم فعلوا الكثير لهؤلاء المساكين، اضطهدوا اليهود، وأعتقد أنهم يعنون ذلك جيدا".
وأكدت دوما على عدم تحميلها أدنى لوم بشأن ما فعله رؤساؤها.
وقالت : "لا أرى نفسي مذنبة، إلا إذا وجه لوم لعموم الشعب الألماني الذي مكن هذه الحكومة من تولي السلطة هذا يشملنا جميعا، بما فيهم أنا".
وكانت صديقتها اليهودية، إيفا لوينثال، قد اختفت في نوفمبر/تشرين الثاني عام 1943، واكتشفت بومسل بعد ستة أعوام أن صديقتها ماتت في معسكر "أوشفيتز" للاعتقال.
وألقت القوات السوفيتية القبض على بومسل في نهاية الحرب العالمية الثانية، وقضت خمس سنوات في معسكر اعتقال، قبل أن تلتحق من جديد بالعمل في الإذاعة الألمانية في عام 1950، حيث عملت بها لمدة 20 عاما.
وحافظت بومسل على عدم الحديث صراحة بشأن فترة عملها لدى مسؤول بارز في النازية حتى أجريت معها مقابلة صحفية في عام 2011، ثم استفاضت في الحديث بعد ذلك من خلال فيلم وثائقي عام 2016.
وتوفيت في ميونخ بعد أسابيع من يوم عيد ميلادها الـ106.