أجرت ناسا بين عامي 2015 و2016 تجربة فريدة من نوعها على اثنين من رواد الفضاء التوأم، حيث أرسل أحدهما إلى الفضاء وبقي الآخر على الأرض، وكانت النتائج الأولية صادمة بالنسبة للعلماء.
شملت التجربة رائد الفضاء سكوت كيلي وشقيقه التوأم مارك كيلي (رائد الفضاء السابق)، حيث أمضى سكوت سنة كاملة على متن محطة الفضاء الدولية (ISS)، في الفترة الممتدة من مارس/آذار 2015 وحتى مارس/آذار 2016.
وبقي شقيقه مارك كيلي على الأرض، حيث أجريت العديد من الاختبارات خلال ذلك الوقت على كل منهما، وذلك من أجل مقارنة الفروق الوراثية بين الاثنين.
وأجريت هذه الدراسة للعديد من الأسباب، وكان واحدا من الأسباب الرئيسية هو معرفة كيفية تأثير رحلات الفضاء الطويلة الأجل على الجسم البشري. وعلى الرغم من إرسال رواد الفضاء بشكل دائم إلى الفضاء على مدى العقود الماضية، ما زالت التغيرات الجسدية والعقلية غير واضحة حتى الآن.
وقد تكون نتائج هذه الدراسة حاسمة بالنسبة للبعثات طويلة الأجل، مثل رحلات المريخ المستقبلية.
وعرضت النتائج الأولية في 26 يناير/كانون الثاني في غالفستون، تكساس الأمريكية، وذلك أثناء اجتماع برنامج البحوث الإنسانية التابع لناسا.
ووجد الباحثون أن أحد مكونات الحمض النووي (التيلومير)، لدى رائد الفضاء سكوت نما بصورة أطول قياسا بتوأمه مارك الذي ظل على الأرض مدة سنة كاملة، وهو ما شكل مفاجأة صادمة للعلماء.
وقالت سوزان بيلي، عالمة الأحياء الإشعاعية في جامعة ولاية كولورادو الأمريكية: "لقد كانت النتائج صادمة وعكس ما نتوقع".
ويذكر أن طول التيلومير عاد إلى طبيعته بسرعة عند عودة رائد الفضاء سكوت إلى الأرض، ولأسباب غير واضحة في الوقت الحالي. هذا ويجري الباحثون دراسة منفصلة للتحقق من هذا الأمر، ومن المقرر الانتهاء منها بحلول عام 2018.
ورصدت الدراسة وجود تغيرات في الحمض النووي لدى الأخوين التوأم، وخاصة عند سكوت، حيث أضيفت جزيئات تسمى مجموعات الميثيل إلى الحمض النووي، ولكن هذا الاكتشاف كان أقل دهشة بالنسبة للعلماء من ذاك المتعلق بنمو الحمض النووي.
وأشارت النتائج الأولية إلى أن من يقضون فترة معينة خارج الغلاف الجوي الأرضي، ستتأخر الشيخوخة لديهم على اعتبار أن ضياع المعلومات الجينية هو الذي يجلب عددا من أعراض التقدم في العمر، مثل التجاعيد وضعف الذاكرة.