سقطت العديد من قذائف الهاون أو الصواريخ مساء السبت على المنطقة الخضراء المحصنة في بغداد والتي تضم معظم المؤسسات الحكومية الرئيسية والسفارات، بحسب ما أفاد مسؤولون أمنيون وسكان.
وصرح مسؤول بارز في الشرطة "لسنا متأكدين بعد ما إذا كانت قذائف هاون أو صواريخ، إلا أن العديد منها سقط على المنطقة الخضراء الليلة"، مضيفا أنه لم ترد تقارير عن وقوع إصابات.
من جهتها، أعربت بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق عن قلقها إزاء الضحايا بين المتظاهرين وسط بغداد، وطالبت حكومة بغداد بحماية المتظاهرين، ورحّبت بقرار رئيس الوزراء حيدر العبادي إجراء تحقيقٍ علني حول الأحداث وملابساتها.
فيما أفاد مراسل "العربية" في بغداد، السبت، بسقوط مزيد من القذائف الصاروخية على المنطقة الخضراء، بعدما سقطت قذيفتان مدفعيتان (كاتيوشا) في نفس المنطقة، جاء ذلك عشية وقوع اشتباكات عنيفة، بين عناصر من الشرطة ومتظاهرين تابعين لزعيم التيار الصدري، مقتدى الصدر، توافدوا للاعتراض على مفوضية الانتخابات وقانونها. وارتفعت حصيلة القتلى إلى 7، بعدما أفاد محافظ بغداد بسقوط 5 قتلى و320 جريحاً خلال المواجهات.
وأفاد مراسل "العربية" أن قوات الشرطة العراقية أطلقت الغازات المسيلة للدموع والرصاص المطاطي على المتظاهرين، الذين حاولوا الاقتراب من المنطقة الخضراء. وهتف المتظاهرون ضد الفساد والفاسدين في الحكومة والبرلمان العراقيين، معبرين عن سخطهم ممن سمّوهم "دواعش الفساد".
كما أفادت الشرطة العراقية بمقتل أحد عناصرها وإصابة 7 آخرين في المواجهات.
الصدر يدعو أنصاره للانسحاب
من جهته، ندد مقتدى الصدر بالمواجهات الحاصلة، قائلاً إن بعض الجهات المجهولة استعملت القوة المفرطة ضد المتظاهرين العزل، داعياً الأمم المتحدة والمؤسسات الحقوقية للتدخل فوراً لإنقاذ المتظاهرين السلميين.
كما حمل المسؤولية لرئيس الوزراء، حيدر العبادي، الذي قال إنه "يدعي مناصرته للإصلاح". وأكد أن "رد الثوار سيكون أقوى".
إلى ذلك، دعا مناصريه إلى الانسحاب التكتيكي، وذلك "حفاظا على دماء الأبرياء وإنقاذها من أيادي الإرهاب الحكومي"، بحسب تعبيره.
وكان الصدر دعا المتظاهرين في وقت سابق إلى عدم اقتحام المنطقة الخضراء. وقال في بيان صادر عن مكتبه السبت: "إذا شئتم الاقتراب من بوابات المنطقة الخضراء لإثبات مطلبكم وإسماعه لمن هم داخل الأسوار بتغيير مفوضية الانتخابات وقانونها حتى غروب الشمس، وخيارنا: (سلمية حتى تحقيق المطالب)، فلكم هذا لكن إياكم ودخول الخضراء". كما ناشد العبادي تحقيق الإصلاح الفوري والاستماع لصوت الشعب وإزاحة الفاسدين، وإلا "فإن الانتخابات الجديدة سوف لن تبقي لهم من باقية"، بحسب تعبيره.
رئيس البرلمان: سنأخذ في الاعتبار مطالب المتظاهرين
من جهته، أوضح رئيس مجلس النواب سليم الجبوري، السبت، أن البرلمان سيأخذ بعين الاعتبار جميع المطالب المشروعة التي ينادي بها المتظاهرون "وفق الدستور والصلاحيات" وهو ماضٍ في محاسبة المقصرين لحين تحسن واقع البلاد وتحقيق الاستقرار فيه.
وبين الجبوري في بيان لمكتبه "أن مفوضية الانتخابات من بين من يتم مناقشة أعمالهم وتحديد موعد الاستجواب لهم واختيار المفوضية وفق التحديدات الزمنية "، مشيراً إلى أن مجلس النواب مع التظاهرات السلمية التي تطالب بتحقيق الإصلاح في البلاد وتحقق مطالب الشعب العراقي، مؤكدا في الوقت نفسه على ضرورة الحفاظ على مؤسسات الدولة.
ودعا الجبوري الأجهزة الأمنية إلى توفير الحماية للمتظاهرين وعدم التعرض لهم إلى جانب الصحافيين.
مفوضية الانتخابات: 30% من فريقنا من التيار الصدري
أما مفوضية الانتخابات، فأوضحت أن 30% من كادر المفوضية من التيار الصدري ولم يستقيلوا بعد.
وطالبت على لسان رئيس مجلسها اسربست مصطفى رشيد القائد العام للقوات المسلحة والمجتمع الدولي بحماية مركز المفوضية وموظفيها نتيجة تعرضهم إلى التهديدات المباشرة من قبل البعض من مسؤولي التنسيقيات الخاصة بالتظاهرة.
كما أكد أن مفوضية الانتخابات تتعرض إلى "ضغوط كبيرة من بعض الكتل السياسية الهدف منها زجها في أتون الصراعات السياسية"، بحسب تعبيره.
العبادي يؤكد على حق التظاهر السلمي
من جهته، أكد رئيس الحكومة العرقية، حيدر العبادي، في بيان صادر عن مكتبه على حق التظاهر السلمي، داعياً إلى الالتزام بالقانون. كما أكد العبادي حرص السلطات على حماية المتظاهرين وسلامة وأمن المواطنين والحفاظ على الأملاك العامة والخاصة.
وكان الآلاف من أنصار زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، احتشدوا صباح السبت، وسط العاصمة العراقية بغداد، مهددين باللجوء إلى خيارات تصعيدية ضد الحكومة والبرلمان، إن لم يتم تغيير مفوضية الانتخابات وقانونها.
وبدأ أنصار الصدر منذ يوم الجمعة بالتوافد من محافظات الجنوب إلى ساحة التحرير وسط بغداد، تلبية لدعوة زعيمهم بتنظيم مظاهرة "مليونية" تطالب بتغيير مفوضية الانتخابات وقانونها قبل إجراء أي استحقاق قادم.