حذر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من التخلي عن فكرة حل الدولتين للصراع الإسرائيلي الفلسطيني قائلا إنه "ليس هناك بديل آخر".
وقال غوتيريش خلال زيارة له للقاهرة "ليس هناك حل آخر للوضع بين الفلسطينيين والإسرائيليين، إلا بإنشاء دولتين، ويجب أن نفعل ما في وسعنا للحفاظ عليه".
وظلت فكرة إنشاء دولة فلسطينية - تعيش جنبا إلى جنب إسرائيل - مسألة ترتكز عليها جهود السلام في الشرق الأوسط لعقود، وقد انهارت مفاوضات السلام التي توسطت فيها الولايات المتحدة في 2014.
ولكن مسؤولا رفيع المستوى في البيت الأبيض قال الثلاثاء - في تحول محتمل في موقف الإدارة الأمريكية - إن السلام في الشرق الأوسط لا يعني بالضرورة إنشاء دولة فلسطينية، وإن الرئيس ترامب لن يحاول "فرض" حل.
وأضاف المسؤول أن "حل الدولتين الذي لا يحقق السلام ليس هدفا يطمح إليه أي طرف"، معتبرا أن "الهدف هو السلام، سواء تحقق ذلك عبر حل الدولتين، إن رغب الطرفان في ذلك، أم عبر خيار آخر إن كانت تلك رغبتهما".
ورد الفلسطينيون على ذلك في بيان نشرته وزارة الخارجية على موقعها الإلكتروني، قائلين إن خروج هذا التسريب للعلن قبيل المحادثات الإسرائيلية الأمريكية "نذير شؤم، ويؤسس لحالة من الفوضى السياسية على المستوى الدولي".
وأكدت على أن هذه التسريبات تعني "تحولا خطيرا ليس فقط للإدارة الأمريكية ونظرتها لكيفية إنهاء الصراع الإسرائيلي ـ الفلسطيني".
وتوعدت وزارة الخارجية الفلسطينية بالسعي "لتشكيل أوسع جبهة دولية للحفاظ على حل الدولتين"، لكنها أكدت أنها تفضل عدم استباق الأمور، وأنها تأمل في "أن يؤكد الرئيس ترامب في لقائه مع نتنياهو على حل الدولتين، وضرورة التوصل إلى اتفاق تفاوضي ينهي الاحتلال الإسرائيلي ويسمح بإقامة دولة فلسطينية على حدود عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية إلى جوار إسرائيل، تعيشان في أمن وسلام".
ووصفت عضوة اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، حنان عشراوي، تلميح البيت الأبيض إلى عدم تمسك واشنطن بحل الدولتين بأنه سياسة "غير مسؤولة" لا تخدم قضية السلام، وبأنه "أمر غير منطقي".
أما حركة حماس، فاعتبرت على لسان الناطق باسمها، فوزي برهوم، أن التسريبات "تأكيد على أن ما يسمى بعملية السلام هو وهم أعدته واشنطن للعالم ولمنظمة التحرير الفلسطينية على مدار أكثر من عقدين من الزمن".
ومن المقرر أن يستقبل ترامب رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الأربعاء لإجراء محادثات، في الوقت الذي حذر فيه الفلسطينيون البيت الأبيض من التخلي عن هدفهم في إنشاء دولة مستقلة لهم.
وكان نتنياهو قد رحب بفوز ترامب في الانتخابات بعد علاقاته السيئة مع الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما.
ورغم أن ترامب لم يفصح بعد عن موقف واضح لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، فإنه صرح، قبل تنصيبه وبعده، بمواقف تتعارض مع مواقف كل أسلافه في البيت الأبيض. فقد أعلن ترامب أنه يدرس نقل السفارة الأمريكية من تل أبيب إلى القدس، كما أنه رفض اعتبار الاستيطان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية المحتلة عائقا أمام السلام، ولو أنه اعتبر، في مقابلة مع صحيفة إسرائيلية أن التوسع الاستيطاني لا يخدم السلام.
ومنذ تولي مهامه في البيت الأبيض، لم يتحدث الرئيس ترامب مباشرة إلى السلطة الفلسطينية.
وندد غوتيريش هذا الشهر بقرار البرلمان الإسرائيلي، الكنيست، الموافقة على تشريع بإقامة آلاف المنازل للمستوطنين في الضفة الغربية المحتلة، قائلا إن القرار يعارض القانون الدولي، وستكون له آثار قانونية بالنسبة إلى إسرائيل.
ويعطي القرار - في ظل القانون الإسرائيلي - الشرعية بأثر رجعي لإنشاء 4000 منزل على أراض يملكها فلسطينيون.
ودافع غوتيريش أيضا هذا الأسبوع عن اختياره رئيس الوزراء الفلسطيني السابق، سلام فياض، مبعوثا دوليا للمنظمة إلى ليبيا، لكن الولايات المتحدة اعترضت على الاختيار، وقالت إن الأمم المتحدة انحازت فيه ضد إسرائيل.