تراجع اللجنة الوزارية العربية المكلفة بالملف السوري، الأحد، تقرير بعثة المراقبين العرب التي أوفدت قبل أسبوعين إلى سوريا للتحقق من التزام النظام السوري بخطة عربية تهدف إلى إنهاء حملة قمع يشنها ضد المعارضة، وسط انتقادات إقليمية ودولية لفشل فريق تقصي الحقائق في وقف العنف الذي أوقع 27 قتيلاً، السبت.
وسيترأس الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، اجتماع اللجنة الأحد، وفق وكالة أنباء قطر.
وفي القاهرة، أكد السفير أحمد بن حلي، نائب الأمين العام للجامعة العربية، السبت، أهمية اجتماع اللجنة حيث ستناقش التقرير الأولي للفريق، محمد الدابي، رئيس بعثة مراقبي الجامعة العربية إلى سوريا حول ما رصده الفريق على أرض الواقع في مختلف المناطق السورية.
ولفت بن حلي إلى أنه في ضوء تقرير الدابي سيقرر اجتماع اللجنة الوزارية الخطوات المقبلة، مشيراً إلى أن تقرير بعثة المراقبين سيشمل صورا وعددا من الخرائط والمعلومات التفصيلية والشاملة حول الأحداث التي شاهدها فريق المراقبين على أرض الواقع في سوريا واستعراض نتائج مهمتهم هناك.
قائلاً إن مهمة البعثة الأولى هي "وقف أعمال العنف"، في تصريح تزامن مع سقوط 27 قتيلاً برصاص قوات الأمن السورية، السبت.
وكانت بعثة المراقبين التابعة لجامعة الدول العربية بدأت مهامها في سوريا في 25 ديسمبر/كانون الأول الفائت بزيارة مدينة حمص، وبعدها تفقدت فرق البعثة درعا وحماه وادلب ودمشق وريفها.
واستبقت الجامعة العربية انعقاد اللجنة بنفي وجود أي توجه إلى اتخاذ قرار بسحب المراقبين خلال الاجتماع الأحد.
وأكد السفير عدنان عيسى الخضير، الأمين العام المساعد بالجامعة العربية رئيس غرفة عمليات الجامعة المعنية بمتابعة أوضاع بعثة مراقبي الجامعة العربية في سوريا، إنه لا أحد يتحدث عن سحب المراقبين من الدول العربية.
يبلغ عدد طاقم المراقبين العرب في سوريا 153 مراقباً سيرتفع لاحقاً إلى 163 بعد وصول عشرة مراقبين من الأردن.
والخميس، قال وزير الخارجية القطري إن المراقبين العرب ارتكبوا أخطاء خلال بعثة تقصي الحقائق في سوريا.
وأبلغ الشيخ حمد بن جاسم الصحفيين بأن الجامعة تسعى للحصول على المساعدة الفنية من الأمم المتحدة، من أجل تحسين عمل البعثة التي قوبلت بانتقادات واسعة لفشلها في وقف العنف في سوريا.
والأسبوع الماضي، شكك مسؤولون أمريكيون وفرنسيون في التزام سوريا بتعهداتها تجاه المبادرة العربية لتسوية الأزمة والتي تنص على إنهاء العنف وسحب الجيش من المدن، والسماح بدخول بعثة المراقبين العرب.
كما دعت منظمات حقوقية الجامعة العربية للتحرك ضد نظام الأسد على خلفية فشله في الالتزام بالمبادرة العربية ووضع حد لحملة القمع ضد مناهضيه، أوقعت ما بين 5 آلاف إلى 6 آلاف قتيل، وفق تقديرات دولية.
وأفاد نشطاء معارضون إن 27 شخصاً، على الأقل، قتلوا، السبت، ثمانية منهم سقطوا في "حمص".
ويشار إلى أن CNN لا يمكنها الجزم بشكل مستقل من صحة تلك الأرقام نظراً لعدم سماح الحكومة السورية لها بالعمل من داخل أراضيها.