قدمت المديرة التنفيذية للجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغرب آسيا (إسكوا) استقالتها إلى الأمين العام للمنظمة الأممية بعد أن طالبها بسحب تقرير يتهم إسرائيل بالعنصرية. وأدان التقرير إسرائيل باعتماد سياسة الفصل العنصري تجاه الفلسطينيين.
وقالت خلف خلال ندوة صحفية في بيروت إن الأمين العام طالبها خلال شهرين بسحب تقريرين أدانا إسرائيل، مضيفة أنها أمام هذا لا تستطيع أن تخالف مبادئها الإنسانية وضميرها.
وأضافت أن الأمين العام للأمم المتحدة قبل استقالتها مساء اليوم الجمعة، وشددت على أنها تصر على ما توصل له التقرير من أن إسرائيل قد أسست نظام فصل عنصري يهدف لتسلط جماعة عرقية على أخرى، وأن الأدلة التي قدمها التقرير قطعية.
وقالت إن الواجب يفرض تسليط الضوء على الحقيقة، وإن هذه الممارسات لا يمكن تبريرها.
وقالت إن الأمين العام للأمم المتحدة تعرض لضغوط بسبب التقرير ودعا إلى سحب التقرير، ولكنها دعته إلى مراجعة قراره، وأمام تمسكه بطلبه قررت تقديم استقالتها.
وكانت الإسكوا أعدت تقريرا عن "الممارسات الإسرائيلية تجاه الشعب الفلسطيني ومسألة الفصل العنصري (الأبارتايد)"، يمكن الاطلاع عليه باللغة العربية من هذا الرابط، وبالإنجليزية من هذا الرابط.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك إن التقرير نشر دون أي تشاور مسبق مع أمانة الأمم المتحدة، ولا يعكس وجهة نظر الأمين العام.
تقرير الإسكوا
وقالت ريما خلف إن أي حل حقيقي يكمن في تطبيق القانون الدولي وتطبيق مبدأ عدم التمييز وصون حق الشعوب في تقرير مصيرها وتحقيق العدالة، واعتبرت أنه ليس بالأمر البسيط أن تستنتج هيئة من هيئات الأمم المتحدة أن نظاما ما يمارس الفصل العنصري أو "الأبارتايد".
وأشارت إلى أنه خلال السنوات الماضية وصفت بعض ممارسات إسرائيل وسياساتها بالعنصرية، بينما حذر البعض من أن تصبح إسرائيل في المستقبل دولة فصل عنصري، مضيفة أن قلة هم من طرحوا السؤال عما إذا كان نظام الفصل العنصري واقعا ماثلا في تعامل إسرائيل مع الفلسطينيين اليوم.
وقالت خلف إن إسرائيل التي يشجعها تجاهل المجتمع الدولي لانتهاكاتها المتواصلة والمتراكمة للقانون الدولي نجحت طوال العقود الماضية في فرض نظام "الأبارتايد" عبر وسيلتين: أولا تفتيت الشعب الفلسطيني سياسيا وجغرافيا لإضعاف قدرته على المقاومة وتغيير الواقع، وثانيا قمع الفلسطينيين كلهم بقوانين وسياسات وممارسات شتى، وذلك بهدف فرض سيطرة جماعة عرقية عليهم وإدامة هذه السيطرة.
ولفتت الأمينة التنفيذية للإسكوا إلى أن أهمية هذا التقرير لا تقتصر على أنه الأول من نوعه الذي يصدر عن إحدى هيئات الأمم المتحدة، ويخلص بوضوح وصراحة إلى أن إسرائيل هي دولة عنصرية قد أنشأت نظام "أبارتايد" يضطهد الشعب الفلسطيني، بل إن أهميته تكمن كذلك في تسليطه الضوء على جوهر قضية الشعب الفلسطيني وشروط تحقيق السلام.
وأوصى التقرير بإعادة إحياء لجنة الأمم المتحدة الخاصة بمناهضة الفصل العنصري، ومركز الأمم المتحدة لمناهضة الفصل العنصري اللذين توقف عملهما عام 1994 عندما اعتقد العالم أنه تخلص من الفصل العنصري بسقوط نظام "الأبارتايد" في جنوب أفريقيا.