بين "حلم" الشهادة الجامعية و"كابوس" الذراع المبتورة، وقفت المواطنة زهراء البركاتي التي تعيش ظروفا صعبة مع والدتها وأختها لتحكي مشاهد حقيقية من قصتها المأساوية التي تبحث خلالها عمن يأتي لها بحقها الذي سلب.
بدأت البركاتي فصول رحلتها الحزينة، بعد قرارها تحقيق حلمها بالالتحاق بجامعة الملك عبد العزيز للحصول على شهادة جامعية، لكنها اصطدمت بمرض والدتها الشديد، ما دفعها للبحث عن عمل لتوفير الأموال للأسرة وعلاج والدتها.
التحقت زهراء بالعمل بأحد المصانع المتخصصة في المحاليل الطبية بالمدينة الصناعية بجدة بمسمى "عاملة خط إنتاج" واستمرت في عملها تجمع بين العلم وتوفير مصدر رزق للأسرة، لكنها اصطدمت بطلب مشرفتها منها مسح السير الكهربائي وهي مهمة خاصة بالرجال وهددتها في حال الرفض.
استجابت زهراء للطلب، لكنها تعرضت لحادث بشع، حيث التف السير عليها وقطع ذراعها من مفصل الكتف، وبدأت صرخاتها تعلو وعبارات استنجادها تزيد وظلت تنزف لفترة طويلة حتى اعتقد الجميع أنها توفيت.
تقول زهراء، وفقا لـ"المدينة"، إنه تم حملها على رافعة البضائع ووضعها في سيارة ونقلها لأحد المستشفيات التي رفضت حالتها بحجة أنها على وشك الموت بسبب النزيف، واكتفوا بلف الذراع ببلاستيك شفاف.
وأشارت إلى أنه تم نقلها لمستشفى آخر بعد 4 ساعات، حيث تم إجراء عملية جراحية عاجلة لإعادة ذراعها المبتورة، لكن الذراع لم تستجب بفعل التلوث والإهمال، وتم دفن الذراع بمقبرة الأعضاء بجدة.
وأضافت أنها تعرضت للتجاهل من قبل إدارة المصنع لحالتها واكتفوا بإيداع راتبها في موعده، وإبلاغها عن طريق إحدى العاملات باعتزام الإدارة مكافأتها بـ3200 ريال، وتهديدها بحرمانها من إمكانية العلاج بالخارج في حالة ذكرت ما حدث أو اشتكت المشرفة.
وأوضحت أنها غادرت المستشفى وقد تحولت إلى فتاة عاجزة، فبدلا من أن تساعد والدتها المريضة أصبحت تنتظر من يساعدها، وزاد من ألمها ترك الجامعة بعد الحادثة.
من جانبه، أوضح خبير قانوني أن الإجراء القانوني في مثل هذه الحالات يتمثل في التوجه إلى التأمينات الاجتماعية لمراجعة الحقوق المالية والتكفل الكامل بعلاج العاملة التي أصيبت بما يتناسب مع حالتها.