رغم أن رحلة على متن سفينة التايتانيك كانت تُعتبر في العام 1912 أقصى سبل الرفاهية وحياة الترف، إلا أنه بعد أكثر من قرن كامل، ما زال الاهتمام بأشهر كارثة سياحية بحرية في القرن العشرين كبيراً.
وسيتمكن السياح الذين يتمتعون بحسابات مصرفية كبيرة، من استكشاف "التايتانيك" مجدداً، من خلال رحلات غوص تخطط شركة "بلو ماربل برايفت" إلى تنسيقها في موقع حطام السفينة في مايو/أيار بالعام 2018.
ولكن، قد تكون الرحلة المقبلة آخر الفرص المتوفرة لاستكشاف السفينة الأسطورية، إذ تُشير دراسات حديثة من العام 2016 إلى وجود "بكتيريا متطرفة" قد تأكل ما تبقى من حطام السفينة المشهورة في غضون 15 أو 20 عاماً.
وتنطلق رحلة "بلو ماربل برايفت" التي تستمر لثمانية أيام من نيوفاوندلاند في كندا، وسينقل الزوار في مركب غوّاص مصنوع خصيصاً من ألياف التيتانيوم والكربون إلى موقع حطام السفينة النهائي الموجود على بعد مسافة أكثر من ميلين تحت سطح المحيط الأطلسي.
وقد حجزت جميع رحلات التجربة الأولى، رغم ارتفاع تكلفتها التي وصلت إلى 105,129 دولار أمريكي للشخص الواحد، وهو السعر الذي يعادل سعر تذكرة الدرجة الأولى – بعد التضخم – والذي بلغ 4,350 دولاراً آنذاك، عند انطلاق الرحلة من ساوثهامبتون في انجلترا إلى نيويورك الأمريكية.
وسيحظى السياح بفرصة الغوص إلى موقع الحطام لمدة ثلاثة أيام، حيث ستستمر كل رحلة غوص حوالي 3 ساعات، سيتمكن المشاركون خلالها من استكشاف بقايا السفينة، من سطحها إلى الجسر والردهة الرئيسية التي تضمنت الدرج الأيقوني الكبير.
لكن، ماذا لو كنت من محبي التايتانيك الذين يخافون من رحلات الغطس؟ لا تيأس! إذ تقوم الصين حالياً ببناء نسخة مماثلة بالحجم ذاته للسفينة الأصلية في مقاطعة سيتشوان، غير الساحلية التي تبعد أكثر من 1,200 كيلومتر عن البحر.
وسيكون المشروع الذي سيكلف ملايين الدولارات نسخة طبق الأصل عن سفينة التايتانيك الأصلية، وسيتضمن قاعة حفلات، ومسرح، وبركة سباحة، وسترسي بشكل دائم في حوض نهر تشيجيانغ.