close menu

تشييع ضحايا تفجيري أحد السعف في مصر ومجلس الوزراء يقر إعلان حالة الطوارئ

تشييع ضحايا تفجيري أحد السعف في مصر ومجلس الوزراء يقر إعلان حالة الطوارئ
المصدر:
رويترز

تجمعت عائلات ضحايا أحد التفجيرين الذين استهدفا كنيستين بمصر خلال احتفالات أحد السعف في دير بمدينة الإسكندرية الساحلية يوم الاثنين لتشييع جثامين ذويهم وسط إجراءات أمنية مشددة.

وتزامن ذلك مع إعلان مجلس الوزراء موافقته على قرار الرئيس عبد الفتاح السيسي إعلان حالة الطوارئ لمدة ثلاثة أشهر اعتبارا من الساعة الواحدة ظهر الاثنين.

وقالت وزارة الصحة إن عدد قتلى التفجيرين اللذين استهدفا كنيسة مارجرجس بمدينة طنطا بدلتا النيل والكنيسة المرقسية بالإسكندرية ارتفع يوم الاثنين إلى 45 بعد وفاة أحد المصابين في تفجير طنطا.

ومساء الأحد أقيمت مراسم تشييع جثامين ضحايا تفجير كنيسة طنطا.

وفي دير مارمينا العجائبي بغرب الإسكندرية حمل مئات المشيعين، الغاضبين مما يرونه تقصيرا في حمايتهم خلال الأعياد والمناسبات المسيحية، النعوش الخشبية التي تضم الضحايا وشيعوهم إلى مثواهم الأخير على وقع الطبول وصراخ وعويل النساء اللاتي اتشحن بالسواد.

وقالت سميرة عدلي (53 عاما) التي جاءت لتشيع جيرانها الذين قتلوا في تفجير الكنيسة المرقسية "أين يمكن أن نذهب لنصلي؟ هم يهاجموننا في كنائسنا.

لا يريدون أن نصلي لكننا سنصلي."

وأضافت: "الجميع مقصرون... الحكومة والشعب... لا شيء جيد."

وذكرت وسائل إعلام حكومية إنه لم يقم قداس الجنازة لضحايا التفجيرين لأن هذا القداس محظور خلال ما يعرف بأسبوع الآلام الذي بدأ يوم الأحد.

وأعلن تنظيم داعش المتشدد مسؤوليته عن التفجيرين اللذين نفذهما انتحاريان.

وكثف التنظيم منذ شهور هجماته على المسيحيين في مصر، وهم الأكبر عددا في الشرق الأوسط.

ويشكو المسيحيون، الذين يرجع تاريخهم في مصر إلى العصر الروماني، من تعرضهم للاضطهاد الديني ويقولون إن الدولة لا تتخذ ما يكفي من إجراءات لحمايتهم.

ووقع التفجيران في أحد السعف الذي يحتفل المسيحيون فيه بذكرى وصول المسيح إلى القدس.

وكانا يهدفان على ما يبدو لإثارة الذعر بين الأقباط الذين يشكلون ما يصل إلى عشرة بالمئة من سكان مصر وفقا لتقديرات غير رسمية.

كما أثار مخاوف أمنية قبل زيارة البابا فرنسيس لمصر المقررة يومي 28 و29 أبريل نيسان الجاري.

لكن قال الأنبا عمانوئيل مطران الأقصر للأقباط الكاثوليك ورئيس اللجنة المنسقة لزيارة البابا فرنسيس إلي مصر في بيان "إن زيارة البابا قائمة في موعدها... ولا يوجد أي تأجيل للزيارة."

وأضاف "أن جميع الجهات المسؤولة في دولة الفاتيكان أكدت في اتصالاتها معه أنه لا يوجد نية لتأجيل الزيارة وأن قداسة البابا حريص علي زيارة مصر."

وقالت وزارة الداخلية في بيان يوم الأحد إن البابا تواضروس بطريرك الأقباط الأرثوذوكس في مصر كان يقود الصلاة في الكنيسة المرقسية أثناء وقوع التفجير لكنه لم يصب بأذى.

وعقب اجتماع لمجلس الدفاع الوطني مساء الأحد أعلن السيسي اتخاذ عدة قرارات من بينها إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر.

وأعلن مجلس الوزراء في بيان موافقته على القرار وبدء تطبيقه اعتباراً من الساعة الواحدة بعد ظهر الاثنين.

وأضاف أنه بموجب القرار "تتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله وحفظ الأمن بجميع أنحاء البلاد وحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ أرواح المواطنين."

وعقب اجتماع لمجلس الدفاع الوطني مساء الأحد أعلن السيسي اتخاذ عدة قرارات من بينها إعلان حالة الطوارئ في جميع أنحاء البلاد لمدة ثلاثة أشهر.

وأعلن مجلس الوزراء في بيان موافقته على القرار وبدء تطبيقه اعتباراً من الساعة الواحدة بعد ظهر الاثنين.

وأضاف أنه بموجب القرار "تتولى القوات المسلحة وهيئة الشرطة اتخاذ ما يلزم لمواجهة أخطار الإرهاب وتمويله وحفظ الأمن بجميع أنحاء البلاد وحماية الممتلكات العامة والخاصة وحفظ أرواح المواطنين."

ووفقا للدستور يتعين عرض إعلان حالة الطوارئ على البرلمان خلال سبعة أيام ليقرر ما يراه بشأنه.

وذكرت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية أن رئيس البرلمان علي عبد العال دعا رئيس الوزراء شريف إسماعيل للحضور إلى مجلس النواب يوم الثلاثاء لإلقاء بيان حول الأسباب والظروف التي أدت لإعلان حالة الطوارئ.

وأعلنت مصر أيضا حالة الحداد لثلاثة أيام.

ويبدو أن غضب الشباب المسيحي من التقصير في تأمين المناسبات الدينية آخذا في التصاعد.

وردد الشبان الذين شاركوا في جنازة الإسكندرية هتافات يندر سماعها في بلد لم يعد يتيح قوانينه بشكل عملي تنظيم احتجاجات ويشكو فيه نشطاء حقوق الإنسان من تعرضهم لما يصفوه بأسوأ حملة قمع في تاريخهم.

وفي طنطا حيث شيعت العديد من الأسر ذويها مساء الأحد، أعرب مسيحيون كثيرون عن غضبهم من ضعف الأمن وقالوا إن الشرطة لم تكثف الإجراءات الأمنية لحمايتهم على الرغم من تحذيرات من وقوع هجمات محتملة.

وقال ضابط شرطة كبير لرويترز إنه جرى إبطال مفعول عبوة ناسفة عثر عليها قرب كنيسة طنطا قبل نحو أسبوع.

وقالت أميرة ماهر البالغة من العمر 38 عاما بينما كانت في مستشفى قريب تنتظر شقيقها المصاب "ده المفروض يكون إنذار أو تنبيه إن ممكن المكان ده يكون مستهدف.

"بالذات النهاردة أحد الخوص (السعف) .. على مدى العام كله ده أكبر تجمع للناس.

أنا مش عارفة ازاي ده حصل."

وفي مشرحة المستشفى الجامعي بطنطا حاول أقباط ينهشهم القلق واللوعة الدخول للبحث عن ذويهم.

لكن قوات الأمن منعتهم تفاديا للتكدس مما فجر مشاعر الغضب بين الحشد الكبير.

وصرخت امرأة كانت تبحث عن أحد أقاربها "ليه بتحاولوا تمنعونا دلوقتي؟ كنتوا فين لما ده حصل؟" وبدا البعض في حالة صدمة تامة وقد اكتست وجوههم بالذهول بينما انهمرت دموع آخرين وعلا نحيب وصراخ النساء.

ويقاتل تنظيم داعش المتشدد أفراد الشرطة والجيش في شبه جزيرة سيناء منذ وقت طويل لكن تصعيد هجومه على المدنيين المسيحيين في وادي النيل بمصر قد يحول العنف الإقليمي إلى صراع طائفي أكبر.

وتوعد التنظيم يوم الأحد بشن المزيد من الهجمات وتباهى بمقتل ثمانين شخصا في ثلاثة تفجيرات نفذتها منذ ديسمبر كانون الأول واستهدفت كنائس.

وقالت امرأة تدعى نعمة الله في القاهرة "يريدون استغلال الإسلام لتمزيقنا.

نحن أخوة وأخوات... المسيحيون أخوتنا وأخواتنا."

وقال محمد زينهم في القاهرة "هؤلاء الناس (المسيحيون) مصريون... هؤلاء أخوتنا وأخواتنا ونحن نحبهم."

وقال محللون أمنيون إن التنظيم يسعى فيما يبدو، تحت وطأة ضغوط يتعرض لها في العراق وسوريا، إلى توسيع نطاق تهديده واختار استهداف المسيحيين كهدف أسهل.

وقال إتش.إيه هيلر وهو زميل كبير غير مقيم في المجلس الأطلسي ومعهد الخدمات الملكي المتحد إن "تنظيم داعش طائفي بشدة.. هذا ليس بجديد لكنه قرر إعادة التأكيد على هذا الجانب في مصر على مدى الشهور القليلة الماضية."

وأضاف أن "الأهداف المسيحية أسهل .. الكنائس يصعب بشكل أكبر تحصينها مقارنة بالثكنات العسكرية وأقسام الشرطة.

هذا تطور مزعج لأنه يشير إلى أن هناك إمكانية لوقوع هجمات متكررة ومتواصلة على الأهداف السهلة."

أضف تعليقك
paper icon
أهم المباريات