في أحدث مسرحية هزلية إيرانية وفي مشهد خداعي من وحي الخيال، قدم ممثل «الولي الفقيه» المزعوم، محمد حسن رحيميان مشهدا لا يمكن إسقاطه من أي ذاكرة، عندما أعلن أنه كان شاهدا على لقاءات سرية بين علي خامنئي و«المهدي المنتظر»، مؤكدا أن اللقاءات السرية الـ 13 التي جرت في سرداب مسجد «جمكران» في قم، بحثت الانتخابات الإيرانية المرتقبة، فيما طالب خامنئي «المهدي» مساعدة طهران لـ «تجريع واشنطن السم».
إذن خامنئي و«المهدي المنتظر» وضعا سيناريو الانتخابات الإيرانية وبقيت اللمسات الأخيرة لاختيار الشخصيات التي ستدير أمور إيران خلال المرحلة القادمة بعد أن طمأن ممثل «الولي الفقيه» أن ملف التهديدات الأمريكية سيصبح من الماضي بعد أن حصل خامنئي على «السم» الذي سيتجرعه ترمب.
بهذا المشهد الخداعي الذي يعكس عقلية ملالي إيران التي تعيش في عصور ظلامية، قدم ممثل «الولي الفقيه» حلا لمشكلة النظام الإيراني وبعيدا عن شهادة ممثل «الولي الفقيه» الكاذبة، تدخل إيران التي تستعد لإجراء الانتخابات الرئاسية في 19 مايو القادم، معركة انتخابية كبيرة بين المحافظين والإصلاحيين، كشفت عن وجود تحرك واسع من قبل التيار المتشدد لإبعاد حسن روحاني، والعودة إلى كرسي الرئاسة، خصوصا أن التيار المتشدد قد نجح في تقييد بعض تحركات حكومة روحاني، الذي عجز عن تحقيق وعوده الانتخابية خلال السنوات الأربع الماضية.
هذه التحركات أيضا أثارت قلق ومخاوف أطراف خارجية ودول كبرى، تخشى على الرغم من عدم الاقتناع بالرئيس الحالي من عودة رئيس متشدد يحكم إيران من جديد، الأمر الذي قد يسهم بتعقيد المشهد الحالي بخصوص بعض القضايا والأزمات.
وبينما تتحدث تقارير إيرانية وغربية عن تحضير رجل الدين الأصولي، إبراهيم رئيسي، لخلافة المرشد علي خامنئي، ورئيسي كان المرشح الأبرز في الانتخابات التي سيخوضها ممثلا للتيار المحافظ مدعوما من أجهزة الدولة والمرشد، ضد حسن روحاني، المحسوب على التيار الإصلاحي، قبل أن يظهر في الصورة الرئيس السابق، أحمدي نجاد ويسجل اسمه مرشحا رئاسيا، فيما قدم روحاني، أوراق ترشحه بالإضافة إلى حميد بقائي نائب الرئيس السابق.
الانتخابات القادمة تحمل مفاجآت كثيرة ليس على الصعيد السياسي فحسب، بل سيكون فيها الكثير من التندر على طرائف القيادات الإيرانية كتلك التي تحدث عنها ممثل «الولي الفقيه» من ترهات يعكس دخول العقلية الإيرانية في الغيبوية المتكاملة.