منديل من القماش الأبيض معروض حالياً في المتحف الوطني للتاريخ الأمريكي، ساهم في تغيير مسار الاقتصاد الحديث.
على هذا المنديل رسم الخبير الاقتصادي "آرثر لافر" في عام 1974 منحنى يهدف إلى توضيح نظريته، والتي حاول خلالها التدليل على أن خفض الضرائب من شأنه أن يساهم في خلق نمو اقتصادي يمكنه توليد إيرادات ضريبية جديدة.
وبعد مرور أكثر من 40 عاماً على كتابة تلك المخطوطة، يقوم الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بإحياء ما يسمى بـ"منحنى لافر" ضمن خطته الضريبية التي من المقرر أن يكشف عن خطوطها العريضة اليوم الأربعاء.
ومن الواضح أن ما وصفها يوماً ما "جورج بوش الأب" بأنها "اقتصاديات الفودو" تعود مرة أخرى، حيث يقول مستشارو "ترامب" إن التخفيضات الكبيرة في ضرائب الشركات سوف تؤدي في نهاية المطاف إلى حدوث طفرة في الأعمال التجارية وخلق فرص عمل جديدة.
وبالعودة إلى "منحنى لافر"، فعلى الرغم من أن النظرية تحمل اسم "آرثر لافر" إلا أنها لم تكن جديدة أو نتاج أفكاره الخاصة فقط، حيث إنه اعترف أن أول من لاحظ هذه الظاهرة هو الفيلسوف المسلم "ابن خلدون" في كتابه الذي ألفه في القرن الرابع عشر "المقدمة".
ومثل معظم النظريات الاقتصادية، من الصعب إثبات صواب أو خطأ "منحنى لافر"، لأن التطبيق الاقتصادي لا يتم في بيئة مثالية كالمختبرات، حيث إن الاقتصادات الكبرى مثل الولايات المتحدة تتسم بالفوضى، أي لا سيطرة كاملة لأي طرف على السوق بشكل كامل.