روى الأمير طلال بن عبدالعزيز ذكرياته في لبنان، مع رؤساء سابقين، ومع لبنانيين خارج بلدهم حققوا نجاحًا كبيرًا، مشيرًا إلى ضرورة الحفاظ على لبنان قبل أن يتحول إلى صومال آخر.
ولفت الأمير طلال إلى أنه في إحدى الزيارات للولايات المتحدة، راجع استشاريًا وجراحًا مشهورًا في طب العيون، وعلم أنه من أصل لبناني ومولود في أمريكا، ودعا الأمير لزيارته في منزله، وتناول عشاءً من أشهر المأكولات اللبنانية، مؤكدا على أنه لم يذهب إلى الدول والمدن البعيدة، إلا وجد لبنانياً ناجحا، ولبنانيين متعاونين ناجحين، يعملون بجد ونشاط، بعكس خلافاتهم بالداخل.
وكان للأمير طلال ذكريات وحكايات مع رؤساء ورجالات لبنان وكبار الشخصيات فيه من سياسيين وقادة الفكر وحملة القلم، أمثال الرئيس سليم الحص، والرئيس حسين الحسيني، وغيرهما.
ويوضح الأمير أنه في إحدى زياراته لبيروت دعاه رئيس الجمهورية الأسبق إلياس الهراوي إلى داره مع مجموعة من الأصدقاء من الشخصيات المعروفة، وألقى الرئيس كلمة ترحيبية، وكان من الواجب أن يبادله بكلمة شكر، فارتجل قائلا: فاجأتني يا فخامة الرئيس وما أعددت كلمة لهذه المناسبة، إلا أنه ذكر بأن لبنان ليس بلداً غنياً، إلا أن ثروته في أبنائه، فهم نشطاء وناجحون بعقولهم وسواعدهم.
ويضيف، وفقًا لـ "الصياد" اللبنانية، أنه وقت حدوث اضطرابات في لبنان، أرسل برقية يدعو فيها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة، إلى إنقاذ لبنان، وقد شكرا الأمير لغيرته على لبنان ومحبته الصادقة له، فيما قال الأمير طلال عبر حسابه إن لبنان وشعبه مازالوا في قلبه وعقله.
ويتذكر الأمير طلال أن الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود، دعا المهندس البارع الشيخ موريس الجميّل لزيارته في الرياض وكلفه بدراسة سبب نقص المياه في المملكة وسبل استكشاف مصادر تعوّضها، وتم تأمين مستلزمات الرحلة للفريق الذي جال مناطق المملكة، واقترح الشيخ موريس على الملك عبدالعزيز إنشاء بحيرات اصطناعية وسدود تمتلئ من الأمطار في المناطق المتاحة، وهو ما حدث بالفعل في المنطقة الجنوبية.
وقال الأمير طلال إنه منذ عقدين تقريبا استقبل وفدا من الإعلاميين اللبنانيين برئاسة نقيب الصحافة حينذاك الراحل محمد البعلبكي، وحذرهم الأمير طلال من أن لبنان به ١٨ طائفة، واللبنانيون يقدمون ولاءهم لطائفتهم، وهو ما قد يحول لبنان إلى صومال آخر.
ويرى الأمير في الوضع الحالي أنه يجب تحييد لبنان عن تناقضات الوضع العربي الراهن، وإبعاده عن التجاذبات والاختراقات الإقليمية، التي تهدد وحدته وسلمه الأهلي، فهذا الحياد يعصم لبنان من التداعيات الخطيرة للصراعات المحتدمة في المنطقة.