محمد عبدالشافي أو «شيفو» كما يحلو للجماهير الأهلاوية مناداته، ظهير أيسر برتبة جوكر، إذا دافع أحبط غارات المنافسين ووقف سدًا منيعًا أمام انطلاقاتهم، وإذا هاجم انطلق كالسهم على طرف الملعب متجاوزًا حواجز ومتاريس الخصوم من أجل صناعة الأهداف وتقديم العرضيات المتقنة لزملائه.. ثلاثة مواسم حمل فيها شعار الأهلي شحن خلالها رصيده في قلوب «المجانين» وترك بصمة ستظل محفورة باسمه في تاريخ قلعة الكؤوس.. عبدالشافي معروف عنه الخجل وعدم الظهور الإعلامي، لكن مع «المدينة» كل شيء ممكن من أجل عيون القارئ، وفي هذا الحوار تحدث عبدالشافي بعفويته وجاوب على أسئلتنا بتلقائية وصراحة شديدة كاشفًا تفاصيل مشوقة في مسيرته مع الراقي، كما تحدث عن مستقبله مع الفريق، وعلاقته بالرمز، وزملائه، وحياته في المملكة، فإلى نص الحوار:
كيف ترى موسم الأهلي؟
موسم الأهلي لم ينته بعد، صحيح الدوري انتهى، لكن لا زالت أمامنا استحقاقات التأهل لثمن نهائي البطولة الآسيوية ونصف نهائي كأس الملك، وحققنا المركز الثاني في جميل وهو ليس طموحات الأهلاويين، لأن الأهلي نادي بطولات، ورغم الظروف حصدنا الوصافة، ولو أن فريقًا آخر هو من حقق الوصافة لكنا سمعنا وقرأنا عنه الثناء والمديح.
هل ما زلت تشعر بالراحة في الأهلي؟
الحقيقة أجمل أيام عمري ما زلت أعيشها في النادي الأهلي، ووجدت فيه حسن المعاملة من إدارة النادي، خاصة أحمد المرزوقي رئيس النادي، فهو يعاملنا مثل أبنائه، ويسهِّل ويذلل علينا الصعاب إن وجدت، أضف إلى ذلك حب الجماهير الأهلاوية.
ازدادت الأقاويل حول رحيلك، ما تعليقك؟
عقدي الاحترافي مع الأهلي لا يزال مستمرًا، وباق في النادي حتى الموسم المقبل.
لماذا اخترت الأهلي؟
النادي الأهلي السعودي معروف، ليس في بلدي مصر فقط، بل في الوطن العربي بأكمله، ويلعب له صفوة اللاعبين، ونشاهدهم يتألقون مع المنتخب السعودي، كما احترف به نجوم مشهورة، أحدها زميلي محمد بركات، ولهذا وافقت على اللعب للأهلي لما عرفت عنه من حسن معاملته للاعبين ومستويات عناصره وإدارته.
مَن يعجبك مِن اللاعبين الأهلاويين؟
منذ كنت صغيرًا شاهدت حسين عبدالغني مع المنتخب السعودي في نهائيات كأس العالم 98 كظهير أيسر مميز جدًا، وكذلك محمد شلية على الجهة اليمنى، والنادي الأهلي لطالما ضم أجيالًا رائعة، وصولًا إلى تيسير الجاسم ومعتز هوساوي، فهو فريق مرصع بالنجوم دائمًا وليعذرني من لم أذكر اسمه، لأن تاريخ الأهلي مليء بالنجوم، كما دربه كبار المدربين العالميين، وأي لاعب يتمنى الاحتراف في قلعة الكؤوس.
كيف توفق بين لعبك في الأهلي ومنتخب مصر؟
أنا لاعب محترف، ويوجد بند في عقدي مع النادي ينص على أنه حينما يطلبني منتخب بلادي أذهب إليه فورًا، وهذا البند ليس خاصًا بي فقط بل في عقود جميع لاعبي العالم، والفريق الأهلاوي الذي ألعب له به تسعة لاعبين دوليين يلتحقون بالمنتخب السعودي، وأنا ألتحق بمنتخب مصر.
زميلك منصور الحربي أحد الدوليين في الأهلي ويلعب بنفس خانتك، ما طبيعة العلاقة بينكما؟
أنا وزميلي منصور الحربي مكملان لبعضنا البعض، نلعب للأهلي ونبذل قصارى جهدنا فداء لشعار النادي.
لماذا لم نشاهد أهداف عبدالشافي بقميص الأهلي؟
مهمتي أولًا هي الدفاع عن مرمى الأهلي وحماية شباكه، والمهمة الثانية التقدم تجاه مرمى الخصوم وتجهيز وصنع الأهداف.
بمناسبة منتخب مصر، لماذا خسرتم لقب كأس الأمم الإفريقية الأخيرة؟
كنا عاقدين العزم على إعادة الأمجاد وتأكيد علو كعب الكرة المصرية، وللأسف لم نوفق في النهائي، ومركز الوصافة ليس طموح الكرة المصرية، لكننا سعدنا بالاستقبال الحافل لدى عودتنا خاصة أن فخامة رئيس الجمهورية كان على رأس المستقبلين.
في حياة كل لاعب لحظات لا ينساها، ماذا عنك في الأهلي؟
لحظة حسم الدوري الموسم الماضي بملعب الجوهرة عقب فوزنا على الهلال، وبعد تسجيل حسين المقهوي الهدف الثالث في الدقيقة 93، كانت اللحظة الأروع، إذ كنا نلعب على أعصابنا حتى الدقيقة 92، والهلال كان يبحث عن تعديل النتيجة، وساعدنا بفتح الملعب للضغط علينا، وحينها أمرنا المدرب جروس بالتحول السريع من نصف ملعبنا فسجلنا الهدف الثالث، وبعد المباراة انطلقنا إلى قصر الرمز نهدي له لقب الدوري عرفانًا لجميله ودعمه للأهلي، ووجدت الوجوه عامرة بالفرح وتبادلنا التهاني، ثم حققنا بعده كأس الملك والسوبر، وكلها كانت لحظات جميلة.
هل شعرت بالغربة بعيدًا عن وطنك؟
في المملكة لم أشعر أبدًا أنني خارج مصر، لما وجدته من ترحاب وحفاوة من السعوديين، وأحببت بلدكم للغاية، والحمدلله أنا على مقربة من مكة المكرمة، وهذه كانت أمنيتي دائمًا أن أكون قريبًا من بيت الله الحرام.
وماذا عن الأجواء الكروية والملاعب؟
أبهرتني الملاعب في المملكة، لا سيما استاد مدينة الملك عبدالله بجدة، واستاد الملك فهد بالرياض، والجوهرة مدينة بمواصفات عالمية وملعبها بدون مضمار مما يزيد المتعة والحماس في ظل أجواء جماهيرية مدهشة، كما أن مقرات الأندية نموذجية، ولا عجب أن تكون هذه الملاعب ولادة للنجوم.
ما رأيك في مستوى الصحافة الرياضة بالسعودية؟
الصحافة رسالة، وأمانة قلم، ولديكم صحافة قوية تواكب التطور والنهضة الشاملة، وهي ولله الحمد أعطتني حقي ولم تنقصني منه شيئًا، ولديكم نقاد وقنوات فضائية واسعة الانتشار، وأصبحت مشهورًا عندما لعبت في أقوى دوري عربي، وأتمنى الاستمرار فيه لتكرار إنجاز تحقيق لقب الدوري مع الأهلي.
من أفضل شخصية أهلاوية قابلتها؟
الأمير خالد بن عبدالله رمز الأهلي العاشق لهذا الكيان، وقد التقيته لأول مرة في قصره، وهو شخصية رياضية بمعنى الكلمة، فذ ومتواضع ودمث الأخلاق، ومحبوب من الجميع، ومن يعرف الأمير خالد عن قرب ويشاهد تواضعه مع الجميع يفهم كلامي، وأعتبره الأب الروحي لكل الأهلاويين.
كلمة أخيرة لجمهور الأهلي.
أقول لهم: ناديكم سيظل منجم الذهب وقلعة الكؤوس والبطولات، طالما لديكم شخصية فذة مثل الأمير خالد بن عبدالله، أتكلم عن هذا العاشق الذي قدَّم التضحيات ويعرفه كل الأهلاويين، وفيه كل الصفات الإنسانية والخبرات الإدارية الرياضية، وهو الأب الروحي والداعم ليس للأهلي فقط بل للرياضة السعودية برمتها، ويستحق أكثر من التكريم، ونعدكم أن نواصل السعي نحو تحقيق البطولات لكي ندخل السعادة في نفوسكم، وهذا أقل شيء نقدّمه لكم.