أكد صالح كامل، رئيس مجلس إدارة مجموعة "دلة البركة" أن المسلمين نسوا الاقتصاد الإسلامي وركزوا على الربا، ذاكرا آيات من القرآن على أنها تقدم وجهة نظر غير تقليدية لمقاربة الاقتصاد ومشكلاته وتعد بحلول تخدم البشرية.
وأوضح كامل، وفقًا لـ CNN، في افتتاح المؤتمر العالمي الثاني للمجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الإسلامية في الأردن، أننا "ظلمنا الاقتصاد الإسلامي عندما حصرناه بالبنوك الإسلامية فهو أشمل وأكبر بكثير من المصرفية الإسلامية فحسب، حيث انتشرت المصرفية الإسلامية في العالم بالكم وليس بالكيف".
وربط رجل الأعمال مفهوم العبادة في القرآن بالجوانب الاقتصادية، مستشهدًا بآية (اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۖ هُوَ أَنشَأَكُم مِّنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا)، ما يعني أن عمارة الأرض فيها أيضا عبادة، فالعبادة لا تقتصر على العبادات المتعارف عليها، وبآية (وَرَفَعْنَا بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجَاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيّاً)، بما لا يعني أن الأغنياء أفضل من الفقراء، وإنما أن على الأغنياء تشغيل الفقراء وتوفير الوظائف لهم، ما سيؤدي للقضاء على البطالة.
ووجّه كامل انتقادات للفهم المبسط للإسلام اليوم، قائلا إن الإسلام يشجع على النظر للمستقبل دائما في حين أن المسلمين انشغلوا بالآراء الفقهية والخلافات بينها ونسوا مبادئه، فنحن أمة للآسف تعيش على الماضي وتريد أن تطبق مقولة أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان، بينما نفس الأمة هجرت القرآن وصارت تلجأ إلى قال فلان وقال فلان.
واعتبر كامل أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم، أول من قال بالتنمية المستدامة بالحديث الذي دعا فيه الإنسان إذا قامت القيامة، وبيده (فسيلة) فليغرسها، واستنتج أن النبي لم يقل إذا قامت الساعة عفروا وجوهكم بالتراب أو ادخلوا المساجد بل قال اعملوا، فهذا هو الإسلام الحقيقي وهذا هو اقتصاده، فلا نحصره نحن فقط بالربا والبنوك.
وأعرب كامل عن أسفه لتأخر المسلمين في المجال التقني، قائلا "حيث إن كل الاختراعات تأتي من غير المسلمين، وهم بذلك أفضل منا في عماره الأرض وعبادة الله"، وفق كلامه.
