أثارت الهجمات الإلكترونية الأخيرة مخاوف من اتخاذ فايروس «وانا كراي» للأجهزة الشخصية «النقالة» مسرحاً جديداً لجرائمه المعلوماتية، التي ارتكبها أخيراً بهدف مالي ربحي، وتسبب في شل أنظمة جهات عالمية، بعدما شفر المهاجمون بيانات ضحايا من الجهات الحيوية، وطالبوا بمبالغ لإعادتها.
وأبدى مستخدمون مخاوف من انتقال فايروس «الفدية» إلى الأجهزة الشخصية النقالة عبر روابط «خبيثة»، وتداول مستخدمو برنامج المحادثات الفورية الأشهر «واتساب» أمس (الإثنين) رسائل تحذيرية عن مجموعة روابط «خبيثة» يتم نشرها من طريق رسائل جماعية تحوي فايروساً يعطل الجهاز، يشابه «الفدية» الذي تسبب في تعطيل مئات الأنظمة العالمية بعدما شن هجمات إلكترونية متتالية «غير مسبوقة».
ولم يكتفِ قراصنة فايروس «وانا كراي» بالهجوم على مؤسسات مالية فقط بل تعدوه إلى الأنظمة الصحية والبريدية وأيضاً شركات الاتصال ومؤسسات حيوية أخرى على المستوى العالم، وذلك بتشفير بيانات أجهزة الحواسيب، والمطالبة بمبالغ كي تعود الأجهزة للعمل بشكل طبيعي، ما أثار مخاوف من ممارستها لهذه الجريمة على الأفراد باختراق الأجهزة الذكية عبر برامج التواصل الاجتماعي أو برامج المراسلات الفورية.
إلا أن مختصين في أمن المعلومات أكدا لـ«الحياة» أن الفايروس الأكثر شراسة والذي تسبب في إرباك الأنظمة العالمية «وانا كراي» لا يشكل خطراً على الأجهزة الذكية. وأوضح خبير أمن المعلومات إبراهيم بوحيمد أنه لا يمكن انتشار فايروس «الفدية الخبيثة» عبر أجهزة الجوال الذكية، مشيراً إلى أن الرسائل التحذيرية التي يتم تداولها حالياً ما هي إلا رسائل «تصيد» تحوي كلاماً «رناناً» يجذب المستخدم العادي لفتحه بتشويقه أو تخويفه.
وأضاف: «يمكن لهذه الروابط أن تصيب الجهاز عند فتحه ببرمجية معينة، وتتسبب في سرقة معلومات أو أرقام مخزنة، وإرسال الرابط ذاته إلى جهات الاتصال أو حتى سرقة حسابات».
وأكد بوحيمد أن هناك فايروسات فدية أخرى قد تصيب الأجهزة الذكية لكن «وانا كراي» لا يمكن أن يشكل خطراً على هذه الأجهزة، مشيراً إلى أن هذا الفايروس قد يصيب الأجهزة الشخصية للأفراد أو الجهات والمؤسسات الحيوية، إذ يعتمد على ثغرة في أنظمة تشغيل «ويندوز».
وحول كيفية حماية أجهزة الجوال الشخصية من «الفدية» أو البرامج الخبيثة، أوضح أن ذلك يمكن من طريق تحديث الجهاز بآخر نسخة من النظام، وتركيب البرامج على الجوال فقط من مصدره الرئيس، إضافة إلى تجنب فتح أي رابط مشبوه في مواقع التواصل أو برامج المحادثات والمراسلة الفورية، وتجنب شحن الجوال في أي جهاز.
بدوره، أكد مستشار أمن المعلومات والجرائم الإلكترونية الكويتي العقيد متقاعد رائد الرومي عدم إمكان قراصنة «وانا كراي» اختراق الأجهزة الذكية، وقال: «وانا كراي استغل القراصنة ثغرة في أنظمة تشغيل ويندوز، وجميع الهجمات التي تم رصدها وقعت على الأجهزة المكتبية والأنظمة، إذ إن نظام الهواتف مختلف عن نظام الأجهزة». وأشار الرومي إلى أن قراصنة «وانا كراي» يستهدفون أجهزة المؤسسات الكبرى، وذلك لتدمير أكبر مساحة ممكنة، وبالتالي الحصول على مبالغ أكبر، أما استهداف الأجهزة الذكية الشخصية فصعبة وغير مجدية.