وصف وحيد جوهر، مدافع الأهلي السابق، نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين بين الأهلي والهلال بالصعب والقوي، كونه يجمع أفضل فريقين حالياً، مشيرا إلى أن لاعبي الأهلي إذا ما أرادوا تحقيق اللقب عليهم أن يلعبوا بقتالية وروح عالية ووقتها ستكون الكأس أهلاوي بإذن الله.
وقال جوهر لـ"الرياضية": "سعيد بأنني كنت أحد المشاركين في أول نهائي كأس ملك جمعنا مع الهلال في عام 1977 وحققنا الــــكأس، وكانت بالنسبة لي أول بطولة رسمية مع الأهلي".
وأضاف: فـــي تلك البطولة كنا متأخرين عن الهلال بهدف، ولكننا بالقتالية والروح استطعنا قلب النتيجة وتسجيل ثلاثة أهداف متتالية وحققنا اللقب الغالي مع المدرب العالمي ديدي.
واعترف جوهر أن ماجد عبدالله مهاجم النصر السابق وسعود جاسم مهاجم القادسية السابق هما أكثر مهاجمين كانا يسببان قلقاً له لأنهما مهاجمان من طراز فريد على حد قوله.
ـ حدثنا عن نهائي كأس الملك 1977 وتحقيق اللقب أمام الهلال؟
ذكريات جميلة خاصة بالنسبة لي لأنه أول لقب رسمي أحققه مع الأهلي منذ مشاركتي مع الفريق الأول، فقد لعبت النهائي في الموسم الذي قبله أمام النصر وخسرنا، وكنت في بداية لعبي مع الفريق الأول ألعب ظهيراً أيسر، ومع إشراف المدرب البرازيلي العالمي ديدي حولني إلى قلب دفاع، وفي بطولة كأس الملك 1977 كان مشوارنا صعباً، خاصة أننا أخرجنا المنافس القوي لنا الاتحاد وفزنا على القادسية والوديعة، وشاركت في قلب الدفاع إلى جوار أفضل مدافع أنجبته كرة القدم السعودية الدكتور عبدالرزاق أبوداود، وسعادتي بعد الفوز بكأس الملك كبيرة، خاصة أنها أول بطولة رسمية لي مع الأهلي وأول مواجهة في كأس الملك تجمع الأهلي والهلال.
ـ من كان أبرز لاعبي جيلك في تحقيق لقب كأس الملك؟
كان الدكتور عبدالرزاق أبوداود قائد الفريق وأحمد عيد حارس وزملائي أحمد الصغير "رحمه الله" وطارق كيال وأمين دابو وإدريس آدم وإبراهيم مريكي وفهد عيد نائب رئيس النادي الأهلي حالياً ومعتمد خوجلي والمصري اسماعيل حفني الذي كان أول محترف يلعب مع الأهلي وسعد الحربي، وكان فريقنا فريقاً رائعاً ومع مدرب كبير مثل ديدي الذي أحدث نقلة تاريخية وحقق بطولات مع الأهلي هو وتيلي سانتانا.
ـ صف لي أحداث تلك المباراة ؟كانت مباراة صعبة، الهلال وقتها كان في قوته، وكان لديهم هجوم قوي جدا بقيادة سلطان بن نصيب وسمير سلطان وحارس مميز إبراهيم اليوسف وأسماء عديدة تاريخية لعبت في نهائي 1977.
ـ كيف استطعتم تحقيق كأس الملك وقتها أمام قوة الهلال ؟
المباراة صعبة، وكما قلت مشوارنا كان صعباً جدا، خاصة أننا أخرجنا الاتحاد المنافس القوي لنا والهلال كان في قمة حضوره، ووقتها انتهى الشوط الأول بالتعادل السلبي، وفي بداية الشوط الثاني تقدم الهلال علينا بهدف في أول عشر دقائق وهو مازاد الأمر صعوبة علينا، لكن المدرب ديدي طلب من إدريس آدم أن يتقدم الراحل أحمد الصغير للأمام ولعبنا بأربعة مهاجمين دابو ومعتمد خوجلي وسعد رزق والصغير، ونجحنا في التعادل عن طريق تسديدة أحمد الصغير، وبعدها الهدف الثاني من خطأ للصغير، وارتحنا وشعرنا بالفوز بعد الهدف الثالث من سعد الحربي، وبعد تلك السنة حققنا لقب الدوري والكأس في العام الذي بعده، وبالنسبة لي كأس الملك أمام الهلال كان فاتحة خير بالنسبة لي في تحقيق البطولات مع الأهلي، ولذلك نهائي 1977 بالنسبة لي أجمل تاريخ في حياتي.
ـ تدربت تحت إشراف ديدي وتيلي سانتانا وهما من أكبر المدربين في العالم، هل ترى أن الأهلي أفضل مع الكرة البرازيلية ؟
بالنسبة لي سعيد وفخور أن تدربت مع ديدي وتيلي سانتانا وهما من أفضل المدربين في العالم في كرة القدم، خاصة أنهما من قدما الكرة الهجومية في العالم، وأعتقد أن الأهلي ظهر بشكل أجمل مع الكرة البرازيلية لأن هناك مواهب كانت في الأهلي ولم نكن نلعب بطريقة دفاعية، أما الآن أعتقد أن المواهب اختفت، والكرة الأوروبية تعتمد على الجانب البدني والجسماني بشكل أكبر من الموهبة والمهارة.
ـ كنت واحداً من أفضل مدافعي الأهلي ومن حمل شارة قيادته من مثلك الأعلي في الدفاع ؟
فخور جدا بأنني لعبت في الأهلي مع جيل عمالقة كرة القدم ومن صنعوا تاريخ البطولات، وفي الدفاع كنت سعيدا بأنني لعبت إلى جوار الدكتور عبدالرزاق أبوداود وأيضا ميمي أبوداود وتعلمت منهما الأسس الجميلة للدفاع، واستفدت من توجيهات الدكتور عبدالرزاق أبوداود كمدافع خبير ومميز، وهو ماساعدني أن أكون أحد المدافعين الذين تركوا بصمة في تاريخ الأهلي، وبصراحة تعلمت معنى القيادة داخل الملعب وشخصية القائد من الدكتور عبدالرزاق أبوداود من خلال توجيهاته، وافتخر أنني كنت القائد للأهلي بعد عمالقة مثل الدكتور عبدالرزاق أبوداود وإدريس آدم، وبعد اعتزال الدكتور عبدالرزاق أبوداود وابتعاد ميمي أبوداود لعبت مع صمدو وكان بيننا تفاهم كبير جدا، وبصراحة اعتز بتلك الأيام الجميلة التي صنعنا من خلالها تاريخاً كبيراً للأهلي مع البطولات.
ـ ما هي أبرز المواقف الصعبة التي حدثت لك في الأهلي؟
بصراحة هناك موقف غريب لا يمكن أن أنساه حدث لنا في عام 1978 كنا في الرياض لمواجهة فريق الرياض في نهائي كأس الملك، ودائما عندما نلعب في الرياض كنا نرفض أن نسكن في الفنادق، لأننا كنا نذهب قبل النهائي بيومين ونفضل أن نسكن في قصر الأمير محمد العبدالله الفيصل بالرياض، وقبل المباراة بيوم تعرض زميلنا في الفريق عبدالله عمر إلى إنفلونزا قوية، ولأن الفريق كان يجلس مع بعض تعرض 8 من عناصر الفريق للعدوى والإصابة بالإنفلونزا ماعدا أنا، لأنني كنت في زيارة أختي في الرياض والدكتور عبدالرزاق أبوداود وثلاثة لاعبين آخرين، وتم عزلنا في غرفة بعيداً عن اللاعبين المصابين حتى لاتحدث عدوى، وتم إحضار عدد من الأطباء ليلة المباراة، ولعبنا النهائي أمام الرياض وتقدمنا بهدف في الشوط الأول، ومع الشوط الثاني بدا التعب على زملائي بسبب الإنفلونزا، ويومها كان أحمد عيد هو نجم المباراة وتحمل المسؤولية وتألق في إنقاذ الفريق من الخسارة، وساهم بعد الله في تحقيق الكأس التي كدنا نخسرها بسبب الزكام الذي ضرب أغلب عناصر الفريق.
ـ ما الذي تغير بين الكرة في زمانكم والآن وأيضا اللاعبين؟
زمان كانت هناك متعة جميلة ولعب هجومي، حين حضور ديدي للأهلي نقلنا إلى طريقة 4ـ3ـ3 وهي طريقة هجومية، وكانت هناك متعة لوجود مواهب في الأهلي والهلال والنصر والاتحاد والقادسية والوحدة والشباب والاتفاق وكل الأندية، واللاعبون الموهوبون كانوا بكثرة، أما الآن اختفى اللعب الهجومي وأصبح الأداء الفني قليلاً، فقط المتعة في الجماهير أو الإعلام، وزمان اللاعبون هواة ويحبون كرة القدم ويلعبون بإخلاص من أجل ناديهم، ولاتجد لاعباً يفكر بالمال أو يرفض المشاركة في التدريبات لأنه لم يأخذ راتباً أو مكافأة، ونحن والله كنا نشتري الحذاء على حسابنا الخاص من حبنا للكرة، وكنا كلاعبين خاصة في بدايتنا نأخذ نصائح من اللاعبين السابقين مثل علي عسيري والدكتور عبدالرزاق أبوداود وسليمان أبوداود وإدريس آدم، وكانت هناك علاقة حب بين اللاعبين ولا فرق بين البديل والأساسي، عكس الآن تجد بعض اللاعبين يحقد على زميله إذا كان أساسياً وهو احتياطي، والبعض قد يتمنى فريقه يخسر إذا لم يشارك وهذه حقيقة، والآن الاحتراف يلعب من أجل المال وليس للفريق، واللاعبون ليسوا على قلب رجل واحد، وحتى مع الاحتراف اللاعب لا يسعى لتطوير مستواه بل يفكر في أشياء خارج الملعب.
ـ ما هي أكبر مكافأة حصلت عليها في تاريخك مع الأهلي ؟
أكبر مكافأة حصلت عليها بعد تحقيقنا كأس الملك أمام الاتحاد، وكانت 50 ألف ريال من الأمير محمد العبدالله الفيصل "رحمه الله" لكل لاعب، فضلا عن مكافأة النادي 40 ألفاً، وحصلنا تقريبا على 90 ألف ريال لكل لاعب، ووقتها هذا مبلغ كبير جدا، وبصراحة نحن في الأهلي كلاعبين كنا مرفهين جدا مع الدعم الشرفي الذي كنا نجده من قبل الأمير عبدالله الفيصل "رحمه الله"، والأمير محمد العبدالله الفيصل "رحمه الله" والأمير خالد بن عبدالله ورجالات الأهلي.
ـ ما سبب ضعف دفاع الأهلي هذا الموسم وهل رحيل أسامة هوساوي ترك فراغاً كبيراً؟
أسامة هوساوي يعتبر أفضل مدافع سعودي في الوقت الحالي، ولكن في المقابل لايوجد أي لاعب يهز برحيله ناد، خاصة الأندية الكبيرة لا تتوقف على رحيل أي لاعب مهما كان اسمه وإمكانياته، لكن ما حصل في دفاع الأهلي هذا الموسم له عدة أسباب أولا: كثرة الإصابات، وفي كل مباراة تجد لاعبين في العمق الدفاعي، وطبعا مركز العمق الدفاعي أهم مركز للانسجام والتفاهم، ومن بداية الموسم لم يكن هناك ثبات في العمق الدفاعي للأهلي، مدافعو الفريق مميزون مثل محمد آل فتيل لاعب لديه إمكانيات عالية يذكرني بالراحل محمد الخليوي، لكن لديه مشكلة كبيرة وهي اللعب بثقة كبيرة جدا، وخط الدفاع لايمكن أن تلعب فيه بثقة مهما وصلت نجوميتك، ومعتز هوساوي مميز لكنه كثير الإصابات، وأنا لاحظت أن آل فتيل ومعتز هوساوي لديهما مشكلة كبيرة في عدم التفاهم والتحدث مع بعضهما وهذا ما يجعل الدفاع مهزوزاً في الفريق.
ـ هل الأهلي بحاجة لمدافع أجنبي أو محلي الموسم المقبل لحل مشكلة الدفاع ؟
خلينا نتفق على أننا في الكرة السعودية الآن نفتقد المواهب خاصة في العمق الدفاعي والمهاجمين، وفي رأيي إذا لاعبو الأهلي الحاليون محمد آل فتيل ومعتز هوساوي وعقيل بلغيث وسعيد الربيعي لم يطوروا مستواهم ويعالجوا أخطاءهم فمن الأفضل إحضار مدافع أجنبي، لكن بالنسبة لي أفضل أن يكون مدافعاً عربياً لديه إمكانيات عالية مثل خالد بدرة والجندوبي أو التعاقد مع مدافع محلي، وبالنسبة لي أرى أن عمر هوساوي مدافع النصر من أفضل المدافعين الآن محليا مع أسامة هوساوي.
ـ من أصعب مهاجم واجهته قبل اعتزالك الكرة ؟
زمان كان هناك مهاجمان مميزان، ونواجه صعوبة عندما نلعب أمامهما، مثلا: ماجد عبدالله مهاجم خطير جدا، وبالنسبة لي أكثر مهاجم كان بيني وبينه تحد مهاجم القادسية السابق سعود جاسم، لأنه مزعج وكان بيننا تحد، وأيضا أمين دابو عندما نلعب في التدريبات يتعبني جدا في مهارته.