اختارت الهيئة العامة للترفيه “الهلال” بصفته بطلاً للدوري السعودي عن موسم 2017-2016 لمواجهة أحد أندية الدوري الأميركي للمحترفين، ضمن احتفالات المملكة بزيارة الرئيس الجديد للولايات المتحدة الأميركية “دونالد ترامب”.
ووجهت الهيئة دعوة رسمية لإدارة نادي نيويورك كوزموس من أجل زيارة المملكة ومواجهة الهلال يوم غد السبت الـ20 مايو على ملعب الأمير فيصل بن فهد بالملز.
ورحب الفريق حديث العهد بالدعوة السعودية في بيان رسمي عبر موقعه قائلاً :” ستكون زيارة تاريخية بالنسبة لنا، ونتمنى أن يؤدي الفريقان مباراة استعراضية جميلة”.
وقبل هذه المباراة، تستعرض لكم صحيفة (عين اليوم) في سياق هذا التقرير المفصل، معلومات عن نيويورك كوزموس من الناحية التاريخية والفنية، مع محاولة الإجابة على السؤال الأهم بالنسبة لأنصار الهلال: هل يُناسب هذا الفريق اللقاء الاستعراضي؟
فريق الأساطير الخالدة
يرجع تأسيسه إلى أواسط ستينات القرن الماضي حتى توقف نشاطه في منتصف فترة الثمانينات، واستطاع خلال حوالي 15 عامًا المشاركة في دوري المنطقة الشمالية بالولايات المتحدة الأميركية من 1968 إلى 1984، ومثله في تلك الفترة لاعبين أمثال أسطورة كرة القدم وأسطورة البرازيل “بيليه”.
ولعب النجم البرازيلي “إديسون آرانتيس دو ناسيمنتو” أو كما عُرف بـ”بيليه” لنيويورك كوزموس لمدة عامين من 1975 إلى 1977، وكانت تلك آخر سنواته مع الساحرة المستديرة قبل أن يُجبر على الاعتزال بداعي الإصابة.
ودافع بيليه عن ألوان الفريق في 56 مباراة سجل خلالهم 31 هدفًا، وهو الفريق الوحيد الذي مثله عقب انتهاء مسيرته الطويلة مع حب حياته “سانتوس”.
وشجعت تجربة بيليه مع نيويورك كوزموس العديد من أساطير كرة القدم لخوض تجربة الاحتراف على الملاعب الأميركية، لينضم القيصر الألماني “فرانز بيكنباور” لصفوف الفريق عام 1977، ليشارك في 80 مباراة سجل خلالهم 17 هدفًا، ليعود في عام 1980 إلى الدوري الألماني لتمثيل صفوفهامبورج، وفي عام 1983 كرر تجربته مع نيويورك كوزموس ليلعب له آخر 25 مباراة في مسيرته قبل الاعتزال.
كما لعب أسطورة أساطير فلومينينسي البرازيلي والظهير الأيمن للبرازيل في كأس العالم 1970 “كارلوس ألبيرتو توريس” لنادي نيويورك كوزموس في الفترة من 1977 إلى 1980 في 80 مباراة.
كذلك الأسطورة الإيطالية “جيورجيو كيناليا” الذي توفى عام 2012 في منزله بولاية فلوريدا، حيث فضل مواصلة حياته في الولايات المتحدة الأميركية بعد نجاحه خلال فترة احترافه مع نيويورك كوزموس.
ولجورجيو كيناليا قصة طريفة، حيث ولد في إيطاليا ونشأ وترعرع في ويلز بسبب ظروف عمل عائلته، ليجد نفسه بين صفوف نادي سوانسي سيتي بجنوب ويلز، وفي عام 1972 حجز لنفسه مكانًا في تشكيلة إيطاليا وشارك في مونديال 74 بفضل مسيرته الممتازة مع نادي لاتسيو.
وفي عام 1976 إلتحق بصفوف نيويورك كوزموس بفضل السمعة التي اكتسبها النادي بعد احتراف بيليه وبيكنباور بين صفوف الفريق، وفي وقت لاحق أصبح رئيسًا للاتسيو لمدة عامين خلال مطلع الثمانينات.
العودة مع كانتونا
وفي عام 2010 أعيد تأسيس نيويورك كوزموس بمساعدة من أسطورة مانشستر يونايتد “إيريك كانتونا” الذي عمل كمدير إداري في الفترة من 2009 إلى نوفمبر 2012.
وقامت إدارة النادي بتغيير الملعب القديم (كوني أيسلاند بواردواك) ليلعب على ملعب (مكو بارك) الذي يتسع لسبعة ألاف متفرج فقط، وعَين بيليه رئيسًا فخريًا له.
وتُدير النادي مجموعة شركات كوزموس التي يرأسها “روكو كوميسو”، ومن بين المديرين التنفيذيين للنادي “إيريك ستوفر”، ويعمل جيريمي ويلكينز رئيسًا لمجلس إدارة النادي، وشيب ميسينج كسفير للنادي في جميع أنحاء العالم.
يدرب الفريق المدير الفني الفنزويلي المغمور “جيوفاني سافاريز” الذي حقق انتفاضة مذهلة منذ عام 2013 عن طريق التتويج بلقب المنطقة الشمالية بالدوري الأميركي للمحترفين ثلاث مرات أعوام 2013 و2015 و2016، ويُعد حاليًا ضمن أقوى أندية مدينة نيويورك.
ويتبع النادي سياسة نشر اسمه في جميع أنحاء العالم عن طريق إقامة معسكرات وخوض مباريات استعراضية سنوية، للتغلب على آفة الضعف التاريخي وتوقف نشاط النادي في فترتي الثمانينات والتسعينات حتى بداية الألفية الجديدة.
وقبل زيارة الفريق للسعودية هذا الشهر، قامت إدارة النادي بارسال بعثة الفريق إلى 47 دولة مختلفة، وسيكون الهلال هو الفريق الـ 149 الذي يواجهه نيويورك كوزموس في مباريات استعراضية منذ عام 2010 حتى الآن.
ويقود نيويورك كوزموس، مهاجم منتخب فنزويلا السابق في الفترة من 1989 إلى 2001 “سافاريز”، والذي لعب 30 مباراة دولية سجل خلالهم 10 أهداف فقط.
ويحتل الفريق المركز الثالث في جدول ترتيب المجموعة الشمالية بالميجور ليج حاليًا، برصيد 12 نقطة بعد سبع جولات من بداية الموسم الجديد، وتفصله نقطتان فقط عن صاحب المركز الأول “ميامي”.
ولم يخسر نيويورك كوزموس أي مباراة في الدوري منذ بداية شهر أبريل الماضي، وحقق ثلاث انتصارات أمام ميامي وسان فرانسيسكو ديلتاس وبورتوريكو أف سي، وتعادل مع جاكسونفيلا آرمادا في الجولتين 4 و6 بنفس النتيجة 1-1.
لكنه سقط في مباراة كأس أميركا المفتوحة (لامار هانت) يوم أمس الاربعاء الموافق (17 مايو) أمام نادي ريدينج يونايتد بثلاثة أهداف لهدفين.
ومن المقرر أن يستأنف مبارياته المحلية في الجولة التاسعة يوم 27 مايو الجاري عندما يستضيف نادي سان فرانسيسكو ديلتاس على ملعبه (إم سي يو بارك) القابع في مدينة بروكلين، والذي كان يُسمى بكاي سبان بارك خلال فترة استضافته لمباريات البسيبول قبل نشأة نيويورك كوزموس.
خطة الفريق
يعتمد المدير الفني الفنزويلي سافاريز على استراتيجية خططية مكونة من أربعة مدافعين في الخط الخلفي ولاعب وسط دفاعي وحيد بالإضافة لأربعة لاعبين في الوسط بمهاجم هجومية أمامهم رأس حربة صريح هو الكولومبي “ريستريبو”.
ويخوض الفريق معظم مبارياته بالرباعي الخلفي “موليجان وجاكوفيتش ومينديس وريتشر” وفي منطقة الوسط الدفاعي اللاعب الفنزويلي المتميز “جويرا” صاحب التسديدات القوية، وعلى الطرف الأيسر الأرجنتيني “ليديسما” وعلى الطرف الأيمن الإسباني “ماركيز” وفي منطقة المحور السلفادوري “مينجيفار”، ويتكفل اللاعب السلفادوري “آندريس فلوريس” بمهام صناعة الألعاب.
وتتسبب تلك الطريقة الهجومية في اهتزاز شباك الفريق بصفة مستمرة، وهذا ما حدث في كل المباريات التي خاضها هذا الموسم باستثناء مباراته أمام بورتوريكو التي أقيمت يوم 26 مارس الماضي على ملعب نادي بورتوريكو وانتهت بالتعادل السلبي.
وهناك تقدم مستمر من الظهيرين موليجان وريتشار لتأدية الدور الهجومي، ما سيجعل الفرصة مواتية أمام الهلال للاختراق من الطرفين، وكذلك في منطقة العمق بسبب المساندة الهجومية من “جويرا” واعتماده على التغطية العكسية التي لا تكون في المستوى من اللاعب “مينجيفار”.
المحترفون
تتكون قائمة نيويورك كوزموس من ثمانية لاعبين محليين هم “ماورير ومينديس وموليجان وريتشار وبارنيس وكالفيلو وهولت وسيزيتيلا”، أما باقي القائمة فتتكون من 12 محترف.
يُعد المهاجم الدولي الإيطالي ونجم نادي يوفنتوس الأسبق صاحب الـ 36 عامًا “أماوري” هو الأشهر بين تشكيلة المحترفين، بالإضافة للاعب الوسط الأرجنتيني صاحب الـ 28 عامًا “إيمانويل ليديسما” إذ مثل عدة أندية إنجليزية في الفترة من 2010 إلى 2017 أمثال “والسال وميدلسبره وروثرهام وبرايتون هوف البيون وبرينتفورد” ولعب تسع مباريات خلال هذا الموسم 2017-2016 مع نادي “بانيتوليكوس” في الدوري اليوناني (سوبر ليج)، حتى انتقل مطلع عام 2017 لصفوف نيويورك كوزموس ليمثله في ثلاث مباريات سجل خلالهم هدف وحيد.
ويأتي من بعد ليديسما فيما يخص الأسماء الرنانة في الفريق، لاعب الوسط الإسباني صاحب الـ 31 عامًا “خافيير ماركيز” الذي تنقل على مدار السنوات الخمس الماضية بين عدة أندية في الليجا مثل “إسبانيول وريال مدريد وإليتشي وغرناطة”، لينضم يوم 23 فبراير 2017 لصفوف نيويورك كوزموس بمبلغ غير معلوم، ليمثله في ست مباريات سجل خلالهم هدفين.
أما التسعة المتبقيين من قائمة المحترفين فهم (أيوزي بيريز من إسبانيا وآندريس فلوريس من السلفادور وخوان جويرا من فنزويلا وديان ياكوفيتش من كندا وريتشارد مينجيفار من السلفادور ووالتر ريستريبو من كولومبيا وخاليف الحسن من غانا وإيرفين هيريرا من السلفادور وديفيد أوشينج من كينيا).
هدافو الفريق
لا يوجد هداف واضح للفريق هذا الموسم من بعد رحيل الفنزويلي “خوان أرانجو” الذي تكفل بتسجيل 11 هدفًا (ولا هدف من ركلة جزاء) في منافسات الموسم الماضي عندما تربع نيويورك كوزموس على عرش الصدارة بفارق 10 نقاط واضحة عن أقرب منافس “إندي إليفين”.
وكان اللاعب آدم موفات ثاني هدافي الفريق برصيد ستة أهداف من بينهم خمسة أهداف دفعة واحدة من ركلات جزاء، ويأتي من بعده “جاريو آريتا” بخمسة أهداف ثم لوكيمور مكوسانا ويوهاندري أوروزكو ولكل منهما أربعة أهداف.
الهداف التاريخي
يحتل لاعب وسط فياريال الأسبق “ماركوس سيينا” المركز الأول في لائحة هدافي الفريق بتاريخ مشاركاته ببطولة الجهة الشمالية للدوري الأميركي للمحترفين منذ عام 2010 إلى الآن، برصيد 12 هدفًا من 50 مباراة في الفترة من 2013 إلى 2015، ويأتي من بعده النرويجي “مادس ستوكيلين” برصيد7 أهداف من 36 مباراة في الفترة خلال عامي 2014 و2015.
وتضم لائحة أفضل 10 هدافين في تاريخ النادي المهاجم التاريخي لريال مدريد “راؤول جونزاليس” الذي يحتل المركز الخامس برصيد 8 أهداف من 28 مباراة لعبهم عام 2015 فقط.
ويُعد المدافع الإسباني “آيوزي جارسيا” صاحب لقب أفضل صانع ألعاب في تاريخ الفريق، فمنذ عام 2013 إلى الآن صنع سبعة أهداف، ويأتي من بعده السلفادوري “آندريس فلوريس” برصيد 4 تمريرات حاسمة.