روى أحد مسؤولي الرئاسة العامة لتعليم البنات في السعودية سابقاً ومدير عام تعليم البنات في المدينة المنورة عبدالله بن محمد الحسيني، قصة برقية أرسلها الملك سلمان حينما كان أميراً للرياض لسكان إحدى محافظات الرياض، شدد فيها على أن فتح المدارس للبنات إجباري، وذلك رداً على معارضتهم لتعليم بناتهم وفتح المدارس بالمنطقة وتعطيلهم العمل على ذلك.
وفي تفاصيل الواقعة قال الحسيني، وفقا لـ "سبق": "إن الرئاسة العامة لتعليم البنات أرسلتني بسيارة محملة بالأثاث المدرسي، والكتب الدراسية، والأبواك الخاصة بالمدرسة، ومهمتي أن أستأجر مقراً مناسباً لمدرسة البنات، لكن بعض المعارضين لافتتاح هذه المدرسة لم يستوعبوا هذا الوضع، فرفضوا فكرة وجودي بينهم، وطالبوا أمير المنطقة بطردي".
وأضاف: "أبرزت لهم ما لديّ من خطابات رسمية موجهة لأميرهم تدعوهم ليتعاونوا معي ويسهلوا مهمتي، إلا أنهم رفضوا بشدة؛ لكنني لم أعبأ بهم لأن أغلب الأهالي الآخرين يرغبون بتعليم بناتهم، فكتبت إعلانات بخط اليد، ووزّعتها في الطرقات، وألصقتها على الجدران فحواها أن الرئاسة العامة لتعليم البنات تعتزم افتتاح مدرسة بنات، ومن يرغب في تأجير منزله ليكون مقراً للمدرسة أو من يرغب في إدخال بناته المدرسة للتعلم فعليه مخاطبة مندوب الرئاسة العامة لتعليم البنات في مقر الإمارة، وكان أكثرية الأهالي يأتون إليّ يرغبون في تسجيل بناتهم في المدرسة، إلا أن أحد حراس أمير المنطقة جاءني في يوم، وأخبرني بأن هؤلاء المعارضين قد مزّقوا الإعلانات ولا يريدون مدرسة بنات عندهم".
وتابع: "عندما كانوا يرونني أسير، يطلبون مني سرعة المغادرة، وفي صلاة الجمعة كنت في الصف الأول في المسجد، وإذا بأحد طلبة العلم الشباب يخطب في المصلين ويحرضهم عليّ، بل إنه أهدر دمي، وكتب هؤلاء المعارضون خطاباً للمفتي يعارضون فيه إنشاء المدرسة، لكنه ردّ عليهم بأن هذا أمر لا شبهة فيه، وتدخل الملك سلمان أمير الرياض آنذاك، وأرسل برقية لهم قال فيها كلمته المشهورة "إن فتح مدارس للبنات إجباري وليس اختيارياً، أما الدراسة فهي اختيارية وليست إجبارية". فهدأوا قليلاً بعد أحداث غريبة، وتم استئجار مقر للمدرسة، ودرست البنات.