لا يمكن لمعتمر أو حاج أن يكمل طوافه دون الصلاة خلف مقام إبراهيم. ويحتل المقام مكاناً مهماً في أفئدة المسلمين، إذ يعلمون أنه شهد بناء الكعبة المشرفة، وهو أيضاً حجر أصفر يميل إلى الحمرة، وهو الذي أقيم عليه الأذان والنداء للحج بين الناس، وقد اختزن الحجر في ذاكرته الأبدية أثر قدمي خليل الرحمن إبراهيم عليه السلام.
والحجر مكعب الشكل، يبلغ ارتفاعه 20 سنتيمترا، وطول أضلاعه الثلاثة المسطحة 36 سنتيمترا، فيما يبلغ طول ضلعه الرابع 38 سنتيمترا، ويكون محيطه من جهة السطح 146 سنتيمترا، وحينما غاصت قدما نبي الله إبراهيم عليه السلام حفرت نصف المسافة تقريباً، إذ بلغ عمق إحدى القدمين 10 سنتيمترات، وعمق الأخرى 9 سنتيمترات، وطول كل قدم 27 سنتيمترا، وعرضهما 14 سنتيمترا، ملبسة بالفضة، ونقش عليها بخط الثلث آية الكرسي. وعندما خشي الخليفة المهدي العباسي (754-785م) تفتت الحجر بعث بألف دينار لتضبيب المقام من أسفله إلى أعلاه، فكان أول من حلَّى المقام.
وفي عام 236 للهجرة، أمر الخليفة المتوكل زيد تحلية المقام بالذهب فوق الحلية الأولى. وبقيت الحلية على المقام حتى قلعت عنه عام 256هـ لصيانته، وزيادة الذهب والفضة. وفي 25 من ذي الحجة 1384هـ، اقترحت رابطة العالم الإسلامي إزالة جميع الزوائد الموجودة حول المقام، وإبقاء المقام في مكانه على أن يُجعل عليه صندوق بلوري سميك قوي على قدر الحاجة وبارتفاع مناسب يمنع تعثر الطائفين ويتسنى معه رؤية المقام، فأمر الملك فيصل بن عبدالعزيز ملك المملكة العربية السعودية بتنفيذه، فعمل له غطاء من البلور الممتاز، وأحيط هذا الغطاء بحاجز حديدي، وعملت له قاعدة من الرخام نصبت حول المقام لا تزيد مساحتها على 180 في 130 سنتمترا بارتفاع 75 سنتمترا، وتم ذلك في رجب 1387هـ؛ حيث جرى رفع الستار عن الغطاء البلوري في حفل إسلامي، واتسعت رقعة المطاف وتسنى للطائفين أن يؤدوا مناسك الطواف في راحة ويسر، وخفت وطأة الزحام كثيرا.