شهدت منطقة الحدود الشمالية قبل نحو 28 عاماً جريمة قتل بشعة راح ضحيتها قائد سيارة، وعمد الجاني إلى حرق الجثة داخل السيارة لتضليل الجهات الأمنية، ولم يتم العثور على القاتل الذي لاذ بالفرار، لولا استعانة الشرطة برجل يُدعى رمثان الشمري والذي كان له الدور الأكبر في التوصل للجاني، فمن هو ذلك الرجل وكيف ساعد الشرطة؟.
في عام 1410هـ شهدت مدينة عرعر وتحديداً هجرة حزم الجلاميد، جريمة قتل بشعة حيث عثرت الجهات الأمنية على جثة متفحمة داخل سيارة في إحدى المناطق الصحراوية، وبدأت الجهات الأمنية في تعقب الجاني لكنها واجهت صعوبة في معرفته لعدم كفاية الأدلة للوصول إليه، فاستعانت بقصاص أثر.
ولم يفلح قصاص الأثر الذي استعانت به الشرطة في فك طلاسم الجريمة أو تحديد إن كان الحادث عرضياً أو جنائياً، فاستعانت بقصاص أثر آخر يُدعى رمثان الشمري من محافظة رفحاء، وقد كان معروفاً بفراسته وخبرته الطويلة في مجال عمله.
وفور وقوف الشمري على آثار السيارة المحترقة، شاهد آثار أقدام الجاني بجوارها، فأخذ يتتبعه، بحسب "سبق"، لمسافة 50 كلم برفقة رجال الشرطة، حتى وصلوا إلى مناطق البادية، وهناك بدأ يتفرس الشمري في وجوه الرجال في تلك المنطقة حتى دل الشرطة على الجاني، فتم توقيفه وبعد التحقيق معه أقر بارتكابه الجريمة.
وتعتبر هذه الجريمة من أصعب الجرائم، التي سجلتها منطقة الحدود الشمالية، واكتشفها قصاص الأثر، وذلك لافتقادها الأدلة الموصلة لشخصية الجاني، فضلاً عن عدم توافر الأجهزة والتقنيات المساعدة في كشف الجرائم في ذلك الوقت.