انتهى هجوم شنه ستة عناصر من حركة الشباب الاسلامية بواسطة سيارة مفخخة واطلاق نار على مطعمين متجاورين في العاصمة الصومالية مقديشو صباح الخميس مع مقتل 18 شخصا على الأقل.
واعلن المتحدث باسم وزارة الامن الصومالية محمد احمد عرب ان "العملية انتهت الان وقتل المسلحون برصاص قوات الامن".
وأوضح ان المهاجمين الستة - انتحاري وخمسة مسلحين- "هاجموا أماكن عمل وقتلوا مدنيين أبرياء: قضى 18 مدنيا من بينهم سوري وأصيب أكثر من عشرة أشخاص آخرين بجروح".
وبدأ الهجوم قرابة الساعة 08,00 (17,00 ت غ) مساء الاربعاء عندما فجر انتحاري سيارته المفخخة عند مطعم وحانة "بوش تريتس" ثم اقتحم مسلحون مطعم "بيتزا هاوس" المجاور. ويعتقد ان السوري كان يعمل طاهيا في مطعم البيتزا.
وكان المطعمان يشهدان ازدحاما بعد الافطار وخصوصا من قبل الشباب والمغتربين الصوماليين. واستمر الهجوم عدة ساعات قبل أن تتمكن قوات الأمن من الإجهاز على المسلحين المتحصنين في المطعم، بحسب المتحدث باسم الوزارة.
وتتزايد الهجمات التي يشنها اسلاميون عادة خلال شهر رمضان لكن هجوم الاربعاء هو الاكبر الذي تشنه حركة الشباب الاسلامية في رمضان.
- "لم اتمكن من حبس دموعي"-
امضى المسلحون الليل يجوبون المطعم ويقتلون العالقين فيه قبل ان يقتلوا برصاص قوات الامن التي ابطئت عمليتها بسبب الظلام.
ووصف ناجون وشهود الفوضى التي عمت بعد التفجير.
وقال عبد الكريم احمد احد زبائن "بوش تريتس"، "كنت على وشك تناول العشاء حين وقع الانفجار ووقعت أرضا" مضيفا "هرعت الى المخرج المجاور وخرجت. رأيت الفوضى التي سببها الانفجار في كل مكان".
من جهته قال عبد القادر محمد الذي كان بالقرب ايضا انه الانفجار الاكثر قوة الذي يسمع دويه منذ سنوات في مقديشو. وأضاف "كان الانفجار قريبا جدا ورأيت الحريق الكبير الذي سببه. لقد اندلعت النيران في مطع البيتزا وفي بوش تريتس. وكانت المنطقة بكاملها تبدو وكأنها مكان مختلف".
تحدث آخرون عن رؤيتهم جثث أقرباء وأصدقاء. وقال عبد الوحيد علي "احد جيراني كان في عداد القتلى، فتاة بريئة. حين رأيت جثتها هذا الصباح، لم اتمكن من حبس دموعي".
وشعر المصلون في مسجد مجاور بقوة الانفجار الذي دفعهم ارضا فيما تحطم زجاج النوافذ.وقال احد السكان المحليين "لا يمكن معرفة هذه المنطقة" بسبب الخراب.
واضاف "كان هناك مطعمان جميلان وهذا الصباح، انه الخراب التام والموت والدماء واشلاء جثث في كل مكان".
- استهداف الملهى الليلي-
أعلنت حركة الشباب التابعة لتنظيم القاعدة التي تنفذ بانتظام هجمات انتحارية وعمليات في العاصمة ضد المدنيين والحكومة وأهداف عسكرية، مسؤوليتها عن الهجوم قائلة انها استهدفت "ملهى ليليا" يرتاده "أجانب ومسؤولون من الحكومة والاستخبارات".
ومطعم "بيتزا هاوس" حيث قتل معظم الضحايا المدنيين هو مقصد شعبي للافطار.
اما "بوش تريتس" فهي فيلا بالقرب منه حولت الى مقهى وملهى ليلي، وهو أمر نادر في مقديشو.
وحركة الشباب الاسلامية التي تريد فرض نظام يشبه حكم طالبان، تخوض معارك منذ العقد الماضي للاطاحة بالحكومات المتعاقبة المعترف بها دوليا في مقديشو وشنت هجمات أيضا في كينيا وأوغندا اللتين تساهمان بقوة الاتحاد الافريقي في البلاد والبالغ عديدها 22 ألف عنصر.
ورغم انها طردت من العاصمة في العام 2011 لا تزال هذه الحركة تسيطر على اقسام خارج مقديوش حيث يهدد الجفاف بالتسبب بمجاعة هذه السنة.