تفيد دائرة الصحافة التابعة لجامعة بازل، باكتشف علماء الآثار في قبر امرأة مصرية من العصر القديم، أقدم مثال على وجه الكرة الأرضية لجراحة ترقيعية حلت محل الجزء المفقود من قدمها اليمنى.
تقول المشرفة على الحفريات، سوزان بيكيل، تم العثور على القدم في مقبرة قرب الأقصر، في منطقة اسمها شيخ عبد القرنة. وفيها دفن الكثير من كبار المنطقة المجاورة للعاصمة المصرية القديمة منذ حوالي 3000 إلى 3500 سنة، في عصر ازدهار "ملكوت المنزلين."
وفقا للباحثين في منطقة شيخ عبد القرنة، تم العثور على عشرات المقابر الجديدة في السنوات الأخيرة منحوتة في الصخور والبعض منها قد سرق قبل أن يجدها العلماء. خلال دراسة واحدة من هذه المقابر، عثرت بيكيل وزملاؤها على مقبرة أكثر تواضعا، ومنحوتة في الصخور فوق ضريح قديم.
هذه المقبرة قد سرقت أيضا، ولكن العلماء وجدوا في داخلها بقايا مومياء مذهلة وفريدة من نوعها وهذا الاكتشاف يغير جذريا فهمنا للدواء المصري القديم.
فما وجدوه هو إن قدم الامرأة التي دفنت في هذه المقبرة قبل نحو 3000 سنة، في نهاية عصر "ملكوت المنزلين" ، قد تم عليها إجراء عملية جراحية ترقيعية، بطريقة متقنة، والجراح لديه معرفة واضحة في علم التشريح ومهارات حفر الخشب.
تم تركيب البدلة بدقة على شكل قدم الامرأة المتوفاة، والتي خسرت إبهامها وما يقرب من نصف القدم اليمنى، وتم تثبيت الجزء البديل بإحكام. وكما يتضح من صور تصوير الشعاعي الطبقي للمومياء تم تركيبها عدة مرات حتى ناسبت القدم بشكل كامل.
في الوقت الحالي لا يزال علماء الآثار السويسريون وزملاؤهم المصريون يستمرون بالحفريات في منطقة شيخ عبد القرنة على أمل العثور على قطع أثرية أخرى ذات التكنولوجيا الفائقة في ذروة ازدهار مصر القديمة.