عبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن دهشته من حديث مدير CIA حول تباين أهداف موسكو وواشنطن في سوريا، مؤكدا عدم وجود أي اعتراض على وجود قواعد أمريكية بسوريا شريطة شرعنتها.
وقال الوزير الروسي في مقابلة مع قناة NBS الأمريكية، بثت اليوم الجمعة: "قال مايك بومبيو مدير CIA، في مقابلة صحفية، إن أهداف روسيا والولايات المتحدة في سوريا مختلفة. وردا على استفسار بهذا الشأن، قال إن هدف روسيا يكمن في الحصول على ميناء لا تتجمد مياهه في البحر الأبيض المتوسط. أشكره على التذكير بأن الميناء لا يتجمد. لكنني قد قرأت أن الولايات المتحدة تملك 10 قواعد على الأراضي السورية".
وأضاف: "يعني ذلك أن السيد بومبيو يريد الشيء ذاته الذي نريده نحن في سوريا. لكنه يريد شيئا أكبر بأضعاف".
وتابع أن روسيا لا تخفي قاعدتيها الاثنتين في سوريا عن أحد، مشددا على أن القاعدتين الروسيتين تعملان على أساس اتفاقيات موقعة مع الحكومة السورية. وأوضح: "مهمة هاتين القاعدتين تكمن في محاربة الإرهابيين المتواجدين في سوريا بكثرة".
وأكد لافروف أنه اطّلع على تصريحات بومبيو بفضول وعلّق عليها قائلا: "إذا كان السيد بومبيو يمثل دولة أقامت 10 قواعد عسكرية في سوريا بصورة غير شرعية، قلق للغاية من قاعدتين تم إنشاؤهما على أساس اتفاقية مع حكومة دولة عضو في الأمم المتحدة، فيعني ذلك أن هناك مشكلة متعلقة بالكيل بمكيالين. هذا إذا لم نتطرق إلى مئات القواعد العسكرية الأمريكية في العالم برمته والمنتشرة على طول الحدود الروسية".
وذكر بأن الولايات المتحدة تحاول التكتم في التحدث علنا عن قواعدها في سوريا، ومن الواضح للجميع أن وجود هذه القواعد في سوريا يفتقد إلى أي أساس قانوني.
وردا على سؤال عما إذا كانت موسكو تعارض وجود القواعد الأمريكية في هذا البلد، قال لافروف: "لا، لا أعارض وجود قواعد أمريكية في سوريا، شريطة سحب الأمريكيين لوجودهم غير الشرعي في الجمهورية العربية السورية، لأنهم جاؤوا غير مدعوين، وذلك ما يميزهم عنا".
وبشأن مستقبل الوجود الأجنبي العسكري في سوريا، قال لافروف إنه بعد هزيمة المجموعات الإرهابية في سوريا والتوصل إلى اتفاق يلائم كافة المجموعات الإثنية والطائفية في البلاد، ستكون دمشق الجهة الوحيدة التي يمكنها اتخاذ القرار الشرعي حول وجود عسكريين أجانب وقواعد أجنبية.
وفي معرض تعليقه على تطابق أو اختلاف الأهداف الروسية والأمريكية في سوريا، شدد لافروف على أنه ينطلق دائما من تطابق الأهداف فيما يخص تحقيق المهمات الرئيسية، التي تكمن في محاربة الإرهاب واجتثاث تنظيمي "داعش" و"جبهة النصرة" وأخواتهما في الأراضي السورية، إضافة إلى تنفيذ الاتفاقات حول التسوية السياسية على أساس القرار الدولي رقم 2254، الذي يسجل بوضوح أن السوريين وحدهم يمتلكون الحق في تقرير مصيرهم.
وتابع أنه إذا لم تعد هذه الأهداف، لسبب ما، تروق للسيد بومبيو، "فإنه أمر مؤسف". واستطرد قائلا: "أفضّل أن يركز جميع المشاركين في عملية التسوية ومحاربة الإرهاب، بمن فيهم العسكريون والدبلوماسيون وممثلو الاستخبارات، على المهمات التي تم التوافق بشأنها في مجلس الأمن الدولي".