قررت بريطانيا منع بيع كافة أنواع السيارات العاملة بالوقود التقليدي (البنزين والديزل)، بما فيها مركبات النقل الكبيرة، وذلك اعتباراً من العام 2040، والاكتفاء بالمركبات الكهربائية من أجل الحفاظ على البيئة وضمان خفض التلوث.
وبحسب القرار البريطاني فان المركبات الهجينة (هايبرد) سوف يتم حظرها هي الأخرى، وهي التي تعمل بمحركات وقود ومحركات كهرباء معاً، إذ سيتم السماح فقط باستخدام المركبات الكهربائية النقية التي لا تنتج أي انبعاثات ضارة بالبيئة على الاطلاق.
وبهذا القرار تكون بريطانيا هي أول دولة في العالم تُحدد تاريخاً للتخلص من المركبات التقليدية التي تعمل بالوقود المشتق عن البترول، وتحدد موعداً للتحول بشكل كامل الى السيارات الكهربائية النظيفة، وذلك على الرغم من أن الكثير من الخبراء والمراقبين يتوقعون هيمنة السيارات الكهربائية قريباً على شوارع العالم، وقبل حلول العام 2040 بوقت طويل.
لكن القرار البريطاني يأتي بعد فترة وجيزة من تعهد مماثل أطلقه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون بحظر السيارات العاملة بالبنزين والديزل والسماح بالسيارات الكهربائية فقط، إلا أن التعهد الفرنسي لم يتحول حتى الان الى قرار حكومي أو قانون كما هو الحال بالنسبة لبريطانيا.
وتقول جريدة "التايمز" البريطانية إن مبيعات السيارات الكهربائية لا تتجاوز حتى الـ1% من إجمالي مبيعات السيارات في السوق البريطاني، ما يعني أن هذه النسبة من المفترض أن تتضاعف مئة مرة خلال السنوات الـ22 المقبلة.
وبحسب وسائل الاعلام في بريطانيا فان القرار الجديد يأتي ضمن خطة لخفض الانبعاثات التي تؤدي الى تلوث الهواء وتدمير البيئة، على أن هذه الخطة تتضمن أيضاً تخصيص 255 مليون جنيه استرليني (331 مليون دولار) من أجل مساعدة السلطات المحلية في بريطانيا على التخلص من الانبعاثات الناتجة عن السيارات العاملة بالديزل.
يشار الى أن صناعة السيارات الكهربائية يتوقع أن تشهد انتعاشاً كبيراً خلال السنوات المقبلة بعد أن ارتفعت مبيعاتها بشكل كبير في الآونة الأخيرة، إلا أن منظمة "أوبك" تتوقع أن تستحوذ السيارات الكهربائية على 12% فقط من سوق السيارات بحلول العام 2040، حيث ستكون 266 مليون سيارة كهربائية قد نزلت الى الشوارع في مختلف أنحاء العالم.
وكانت وكالة "بلومبيرغ" العالمية للأخبار قد توقعت أن ينخفض الطلب العالمي على النفط بنحو 8 ملايين برميل يومياً بحلول العام 2040 بسبب ارتفاع الطلب على السيارات الكهربائية، حيث تحدثت عن 530 مليون سيارة كهربائية يتوقع أن تكون في الشوارع بحلول العام 2040، أي أنها ستستحوذ على ثلث سوق السيارات العالمي، وبررت "بلومبيرغ" توقعاتها المتفائلة بأنها تعود الى تراجع تكلفة البطاريات وتحسن جودتها.