اتهم عبداللطيف بخاري عضو الاتحاد السعودي السابق لكرة القدم إدارات أندية جميل بـ "التسيب" وقال إنها لا تعمل وفق منهجية مؤسسية، بل بطريقة الشخص الأوحد الذي يقرر وينفذ ويفعل كل شيء، مؤكدا غياب الدور الرقابي للجمعية العمومية، محملاً الهيئة العامة للرياضة مسؤولية تهميش دور الجمعيات بسبب التكليف المتكرر.
وقال بخاري لـ الرياضي: يجب ان يكون العمل داخل اروقة النادي عملا متكاملا، رغم أن العمل داخل أغلب الأندية محصوراً بين ٣ أشخاص، وهذا في معظم الأندية وبنفس الأيدلوجية، وكثير من القرارات يتخذها رؤساء الأندية من غير العودة والتشاور مع أعضاء مجلس الادارة، وأصبحت الأندية من وجهة نظري محصورة في أشخاص سبق وان ذكرت عددهم، وافتقدت الأندية للعمل المؤسساتي المتكامل، فهي إلى اليوم لا تعمل تحت منهجية المؤسسة وإنما تعمل وفق منهج الرئيس الأوحد في شخص واحد هو يقرر وينفذ يفعل كل شيء.
غياب الرقابة
وأضاف: في نادي الوحدة مثلاً حصل شخص واحد على الصلاحية بسبب غياب دور الجمعية العمومية وهي الجهة الرقابية والتشريعية تحديدا، فغياب دور الجمعية جعل الامر (سايب) للرئيس ويتحكم ويضع قرارات ربما تكون مصيرية، ولا يوجد مطالبات من الجمعية العمومية لمعرفة ما يعمله بحيث يكون نهاية كل سنة، محاسبة على كل شيء مع مجلس الادارة ومعرفة الصعوبات التي واجهته وكيف يتجاوزها، وهذا الشيء لا يحصل، واصبح دور الجمعية العمومية في الانتخابات غير فعال ولا يتخطى عملية شراء أصوات، والجمعية العمومية في أغلب الأندية مهمشة.
وزاد: من يتحمل هذه المسؤولية من تهميش للجمعية العمومية هي الهيئة العامة للرياضة، فلو أنها وضعت لائحة صارمة وكانت هناك متابعة قوية في اجتماعات الجمعية العمومية وجدولة أعمالها وإعطاء الصلاحية لها لن يحصل ما تحدثنا عنه، ففترة الانتخابات هي الفترة الأولى ومنها يتم انتخاب الشخص الذي ارى ان الإصلاح في إدارة هذه المؤسسة من خلال برنامجه الذي يقدمه، فبالتالي أنا ادعم هذا البرنامج وبعد الانتخابات والتصويت له من حقي أبدأ أراقب عمله وأحاسبه على برنامجه الانتخابي الذي وعد به، وفي نفس الوقت أقف مع مجلس الادارة سواء ماليا أو فكريا.
ازدواجية وغموض
وعن تحويل دوري الأولى الى رابطة قال: أتوقع انها ستنجح اذا عملت بشكل صحيح، والقضية ليست أسماء أو تشكيلات وإنما القضية اذا كانت هذه الرابطة التي وضعت لم يكن لها دور فعلي موجود والناس الذين تكونت منهم الرابطة هم فعلا اصحاب قرارات ورؤى جيدة، فستظل الرابطة مجرد اسم لا اكثر ولا اقل، والتاريخ يحدثنا بأن رابطة دوري جميل خطت خطوات في البدايات جميلة وجلبت دعما للأندية، واتمنى ان يكون هناك وضوح وشروط وأسس في عملها، ولا نريد ان تكون الرابطة في اشكالية كما هو حاصل الان الى حد كبير من ازدواجية وإشراف وغموض ما بين دور الهيئة والاتحاد والرابطة.
وعن سبب الازدواج قال: لم توضع البذور الاساسية بشكل واضح وصريح في دور كل طرف منهم تجاه الأندية، فهناك ضبابية قي بعض الأدوار بين هؤلاء الأطراف، فمثلا لو حصلت مشكلة مادية في ناد معين، السؤال: من يحل هذه المشكلة، ولو فرضنا بأنها حصلت في كرة القدم، أليس هناك اتحاد مستقل عن الهيئة وبعيد كل البعد، أليس من حق هذا الاتحاد أن يعالج كل ما يتعلق بأمور كرة القدم، والآن لو جاء الاتحاد لكي يحل هذه القضية، فسوف تتدخل الهيئة وتقول بانها مسؤولة عن النادي ومحاسبة الأشخاص، فبالتالي هناك ازدواجية في العمل، ونفس الكلام تدخل الرابطة على الخط كونها تمثل الأندية، وما هي القرارات التي تتخذه الرابطة كونها بعيدة كل البعد عن الاتحاد والهيئة والعملية ليست واضحة.
البرقان والعواجي
وتطرق بخاري الى وجود البرقان كرئيس لرابطة الأولي وهل خسره الاحتراف، حيث قال: البرقان قدم أشياء كثيرة للاحتراف شاء من شاء وابى من أبى، ولا يوجد إنسان يعمل الا لديه خطأ، لكن مشكلتنا أننا ننسى تاريخ الشخص كاملا ونقف امام الخطأ الوحيد ونكبره، ليس هناك من لا يخطأ نحن بشر والبشر خطاؤون، لكن لا يجب ان نحمي تاريخا كاملا لشخص وسيرته الذاتية من أجل موضوع معين لم يتوافق معنا أو كان خاطئا، دول تحطئ ولكنها تعود.
وواصل حديثة بان ليس لديه خلفية عن استقالة مرعي العواجي وقال: الاستقالات لها جوانب عديدة أحيانا تكون الاستقالة عبارة عن اعتراض على آلية عمل، و لا أعرف الأسباب.
6 أجانب
وتطرق بخاري الى القرار الذي صدر مؤخرا بزيادة عدد المحترفين الى ٦ أجانب في الدوري، حيث قال: اعتقد بانه قرار فيه جانب سلبي وجانب إيجابي، الجانب السلبي هو انه دليل بان الاتحاد السعودي اليوم بشكل عام سواء السابق أو الحالي فشلوا في تأصيل الفكرة الاحترافي ولذلك نجد مجموعة من الذين يمارسون لعبة كرة القدم ليس على المستوى الاحترافي المأمول، لذلك كان من الواجب والسؤال الذي يطرح نفسه: هل انت تريد ان تضع منظومة احتراف جيد لم يعمل عليه بصراحة، وكل الناس تعلم انه لا توجد تمارين صباحية ولا يوجد احتراف بمعنى الاحتراف للاعب بشكل طيب ولا يوجد معايير في أسعار اللاعبين ومبالغ فيه.
وتابع: أصبحنا نجد صراعات بين رؤساء أندية وأعضاء شرف يرفعون الأسعار بشكل خيالي، والصراع بين الأندية بسبب لاعب، هذا الشيء موجود حتى في أوروبا، لكن يجب ان تكون الصراعات على مستوى راق، بحيث يجب على واحد يحاول بقدر المستطاع ولكن الصراعات التي تصل الاتهامات وتنزل من مستوى العمل الاحترافي، حتى العمل الاحترافي الاداري في الأندية ليس جيدا، كوّن كل الأندية تجد مجالسها أشخاصا متطوعين ولا تجد متطوعا احترافيا، لذلك نتكلم عن أسس غائبة.
وأكد ان هذا الموسم من الناحية الفنية والعطاء سيكون الأفضل من السابق، لان كل فريق يملك ٦ محترفين، وسوف ترتقي الناحية الفنية.
الحصان الأسود
وتوقع بخاري بطل الدوري حيث قال: حسب قراءتي الفنية وملاحظاتي هناك أندية استعدت استعدادا جيدا وعملت عملا جميلا، وما لفت النظر لي وللساحة الفنية فريق الفيحاء عمل عملا جبارا وسيكون الحصان الأسود لكن لن يكون بطل الدوري ولكن في السباقات تجد ان الحصان الأسود قد يأتي في اخر لحظة ويحقق الفوز، ولكن بناء على المعطيات التي أراها ان هناك ناديين مستعدين استعدادا قويا للدوري وهما الهلال والاهلي، ومن خلال المباريات الأولى سوف تعرف المؤشر بان الفريق جاهز بشكل أو آخر.
وتحدث بخاري عن قرار إيقاف رئيس الشباب القريني، حيث قال: كنت معجبا بالقريني عندما تولى رئاسة نادي الشباب وكان شخصا هادئا ومعتدلا بطموحاته ويحمل فكرا جيدا وحكمة كبيرة، ولكن سبحان الله بعد ذلك لا أستطيع ان أحكم عليه ولكن بعدم الذي حصل جعل تصريحات الشباب قد تكون منه أو من مستشارين يعملون في النادي، لم تكن الاطروحات بنفس الوزن الذي كنا ننظر للقريني في الاول، لكن تشعر ان البيانات لم تكن فيها شيء من العقلانية، كان فيها شيء من الاندفاعية والهجومية.