ارتوت جبهات القتال بالحد الجنوبي بدماء التوأم "مهند ومشاري"، اللذين ينحدران من قرية محوية في محافظة القرى بمنطقة الباحة، فالأول نال الشهادة وهو يذود عن حدود الوطن والثاني أُصيب أثناء القتال.
وأوضح والدهما محمد سالم الحريري الزهراني أن ابنيه البالغين من العمر 20 عاماً، التحقا بالقوات المسلحة قبل عامين، وقضيا خدمتهما العسكرية معاً، مبيناً أن مشاري أُصيب برصاصة قناص في كتفه نهاية رمضان الماضي، فيما استُشهد مهند منتصف ذي القعدة الجاري.
وكشف أنه تلقى مكالمة من مهند قبل استشهاده بأربع ساعات، حيث كان يطئمن على والدته وعائلته، ويسأله إن كان يحتاج إلى أموال ليقوم بتحويلها له، كما طلب الدعاء لهم بالنصر أو الشهادة ودحر العدو، ثم أخبره أنه سيزورهم في إجازة اليوم التالي، قبل أن تأتيهم البشرى باسشهاده.
وأضاف أن نجل أخيه أُصيب كذلك دفاعاً عن الوطن رابع أيام عيد الفطر، مؤكداً أن هذه الدماء هي أقل ما نقدمه للوطن.
وأشار الوالد الزهراني إلى أنه عمل في القوات المسلحة لنحو 30 عاماً، وشارك في عاصفة الصحراء وتحرير الكويت وبداية عاصفة الحزم، مفيداً بحسب "سبق" أنه بعث طلباً للعودة للجبهات مجدداً؛ لأنه نفسه توَّاقة للدفاع عن تراب الوطن ومشاركة زملائه فرحة النصر أو الشهادة.