قضت محكمة الجنايات في دبي بالسجن المؤبد بحق حارس أمن آسيوي، طعن امرأة آسيوية 66 طعنة في مناطق متفرقة من جسدها، وحطم حوض سمك زجاجياً على رأسها، بعد أسبوع واحد من التحاقه بالعمل، بسبب إهانته ووصفه بـ«المعتوه»، وركلها دلو مياه كان يستخدمه في النظافة، بحسب أقوال المتهم أثناء استجوابه من قبل شرطة دبي.
وقعت الجريمة خلال شهر فبراير الماضي، وأنكر المتهم أمام المحكمة تعمده قتل المجني عليها، مشيراً إلى أنهما كانا يتشاجران، وقتلها بطريق الخطأ، واكتشف صديق المجني عليها الحادث عندما عثر على الجثة غارقة في الدماء بغرفة النوم داخل شقتها، في بناية تقع بالحي الإنجليزي في المدينة العالمية.
وأفاد صديق المجني عليها، الذي يقيم معها في الشقة منذ عامين، في شهادته أمام النيابة العامة، بأن صديقته توقفت عن العمل منذ أن انتقلا للعيش معاً، وتركها الساعة السابعة والنصف صباحاً في يوم الحادث، بعد أن احتسيا القهوة.
وقال إنها اتصلت به في الساعة الواحدة ظهراً، وطلبت منه سداد فاتورة الإنترنت أثناء عودته، لافتاً إلى أنه وجد باب الشقة موارباً عند عودته، ووجدها ملقاة على وجهها وغارقة في دمائها.
وذكر شاهد من شرطة دبي بأن الحارس المتهم حاول تضليل فريق المباحث، وظل يساعدهم بكل حماسة، على مدار يومين، في استجواب سكان البناية، لكن اشتبه فيه فريق العمل في القضية، بعد أن لاحظ آثار خدوش في وجهه وذراعيه.
وأضاف أنه كان متماسكاً جداً، وتصرف بشكل طبيعي أثناء مساعدة رجال المباحث في فحص مداخل ومخارج البناية، وإجراء الاستجوابات الأولية، وحين سئل عن أسباب الخدوش الموجودة في وجهه وذراعيه، أفاد بأنها حدثت على سبيل الخطأ أثناء قيامه بالحلاقة.
ورجّح رجال المباحث أن القاتل ليس من خارج البناية، لعدم دخول أو خروج شخص غريب وقت حدوث الجريمة، حسبما كشفت الكاميرات، وعلى الرغم من محاولة المتهم إبعاد الشبهات عن نفسه، إلا أن فريق العمل في القضية وضعه في دائرة الشكوك، لكن لم يستعجل مواجهته بذلك حتى يتأكد من تورطه.
وبمواجهته بالأدلة ونتائج فحص الطب الشرعي، اعترف المتهم بأنه كان ينظف الممر الذي يربط الشقق بالطابق الذي تسكن فيه المجني عليها، فخرجت وركلت دلو المياه الذي كان يستخدمه في التنظيف، ووصفته بـ«المعتوه»، ما أصابه بنوبة غضب شديدة.
وتابع أنه قرر الانتقام منها، فتوجه إلى مطعم قريب، حيث حصل على سكين، وارتدى قفازين، وطرق الباب على المرأة، مدعياً أنه يريد فحص أنظمة الإنذار، ثم فاجأها بطعنة مباشرة في البطن، تلتها أخرى في الصدر، حتى انكسر النصل داخل جسدها، وأكمل المتهم جريمته بسكين أخرى من مطبخ المجني عليها، وواصل طعنها، ثم حطّم حوض زجاجي لأسماك الزينة على رأسها.
وأشار الشاهد إلى أن المتهم سقط إثر انزلاقه بسبب المياه التي تدفقت من الحوض الزجاجي، ما أدى إلى إصابته بجرح في ركبته، لافتاً إلى أنه سرق بعض النقود من الشقة، وارتدى معطفاً من منزلها لإخفاء آثار الدماء الموجودة على ملابسه، كما أخفى النقود التي سرقها في صنبور مياه بالبناية التي يحرسها، وسلم النقود للشرطة بعد القبض عليه، إضافة إلى القفازين والمعطف وحذاء، قام بإخفائها في منطقة قريبة من البناية.
وقضت محكمة الجنايات بالسجن عامين إضافيين على المتهم في جنحة السرقة، إضافة إلى السجن المؤبد على جناية القتل العمد، مع الإبعاد.