خلصت دراسة أجرتها جامعة بروكسل الحرة إلى أن التنظيف لدى الرجال أخطر منه مقارنة بالنساء، بل ويزيد من خطر الوفاة لديهم. وطبق الباحثون في الجامعة البلجيكية على أشخاص يعملون في مهنة التنظيف، سواء في منازل خاصة أو في شركات صناعية، بما في ذلك تنظيف الغبار والعفن الفطري والأماكن الرطبة واستخدام مواد تنظيف كيميائية اعتيادية في المنازل.
ووجدت الدراسة أن الرجال العاملين في حقل التنظيف يزداد لديهم خطر الوفاة بنسبة 65 في المائة مقارنة بالرجال العاملين في المكاتب، بحسب ما نقلت الإذاعة البلجيكية عن الباحثة في الجامعة البلجيكية لاورا فان دين بوريه. فيما يزداد خطر الوفاة لدى النساء العاملات في مجال التنظيف بمقدار 16في المائة فقط.
بيد أنه ليس من الواضح إن كانت المواد الكيميائية المستخدمة في المنظفات الاعتيادية هي التي يُلقى عليها اللوم في ذلك. وما زال ذلك يتطلب المزيد من البحث.
لكن الباحثة فان دين بوريه تقول إن مواد التنظيف نفسها لا تشكل خطراً، بل إن طريقة استخدام هذه المواد هي التي ربما تشكل الخطر، مثلاً عند مزج مواد تنظيف بمواد أخرى، وهذا ما قد يفسر ارتفاع خطر الوفاة لدى الرجال. ومن المفارقة أن البحث الجامعي وجد أن العاملين – سواءاً أكانوا رجالاً أو نساءً - في تنظيف الشقق والمنازل الخاصة أكثر عرضة للخطر من العاملين والعاملات في المصانع والشركات، من حيث أنهم أكثر عرضة للإصابة بأمراض مثل انسداد الأوعية الرئوية وسرطان الرئة وأيضاً أمراض القلب والأوعية الدموية كذلك، بحسب ما نقل موقع "أوغسبورغر ألغيماينه" الإلكتروني الألماني.
وتفسر لاورا فان دين بوريه ذلك بقولها إن العاملين والعاملات في مجال القطاعات الصناعية يكونون أكثر وعياً بمخاطر منتجات التنظيف التي يستخدمونها أكثر من العاملين والعاملات في الشقق المنزلية الخاصة. وتنصح الباحثة أي شخص ينظف شقته المنزلية باستخدام قفازات واقية وأيضاً استخدام نظارات واقية وكذلك أقنعة الأنف عند استخدام منتجات التنظيف الاعتيادية.
كما تنصح بعدم مزج مواد التنظيف الكيميائية معاً، بل استخدام كل مادة تنظيف لوحدها. ومن أمثلة ذلك أنه عند مزج مادة منظفة تحتوي على الكلور مع مادة الخل المنظفة فإنه قد يتكون من ذلك غاز الكلور الذي يؤدي تركيزه العالي إلى اضطراب في التنفس وإلى أضرار للرئتين. لكن لم تذكر الدراسة أنه ينبغي على الإنسان التخلي عن عملية التنظيف تماماً.