استغرب أحمد عيد الرئيس الأسبق للاتحاد السعودي لكرة القدم أن يصور البعض مشاركته في الاحتفال بالتأهل لنهائيات كأس العالم لكرة القدم وحضوره المباراة النهائية أمام اليابان بأنه محاولة لخطف الأضواء.. ورد متسائلاً وغاضباً: هل يعقل هذا؟!
وثمن عيد خلال حواره الصريح مع "الرياضي" بالدور الكبير والبارز الذي قدمه كل رئيس تولى زمام الرياضة في المملكة العربية السعودية منذ عهد الأمير عبدالله الفيصل ـ يرحمة الله ـ وحتى يومنا الحالي، حيث تعتبر كرة القدم في طورالتأسيس الصحيح لكرة القدم السعودية منذ عقود، ليصبح المنتخب اليوم أحد أفضل المنتخبات المتواجدة في العالم قياساً بوصولها لأكبر تجمع رياضي بالعالم.
وقدم عيد التهنئة القلبية لمقام خادم الحرمين الشريفين ولولي عهده الأمين وللشعب والجماهير السعودية على تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم في روسيا 2018م وتحدث عن تفاصيل عديدة عبر السطور القادمة:
مقولة الفهد
* ما شعورك بعد تأهل المنتخب السعودي الأول لكرة القدم لنهائيات كأس العالم.. وأنت جزء من هذا الحدث؟
ـ بكل تأكيد.. لدي بشعور عظيم جدا بعد هذا التأهل الذي عملنا عليها أنا ومعي الأخوة أعضاء مجلس الإدارة، ولا يختلف أحد على أن تأهل أي منتخب لنهائيات كأس العالم يعتبر إنجازا حضاريا رياضيا اجتماعي وتواصلا مع الآخرين، وأستشهد بقول المغفور له الملك فهد بن عبد العزيز ـ طيب الله ثراه ـ عندما قال: الدعاية في كأس العالم لاتضاهيها دعاية، ومن هذا المنطلق كل اتحاد يأتي يكون عليه مسؤولية ان يعمل بكل جهد من أجل تطوير كرة القدم وإبقاء مشاركة الأخضر في كأس العالم شيئا رئيسيا.
والأهم في كرة القدم وعندما يتأهل أي منتخب لهذا المحفل فإن الجميع يفرح ويتفاعل ويضع اللمسات الأجمل لحضور الجماهير لهذه الدولة وحضور مسؤوليها ورفع علم واحد من أفضل 32 منتخبا.
ليسوا وحدهم
* لمن يجير التأهل لاتحاد أحمد عيد.. أم عادل عزت؟
ـ للجميع.. في اتحادنا اخفقنا من ناحية ونجحنا من ناحية، وفي النهاية استطعنا أن نتعاقد مع مدرب مميز مثل مارفيك، وقبله الوطني فيصل البدين والإداري زكي الصالح والأجهزة الطبية وبقية الأجهزة، وحصد المنتخب العديد من النقاط جعلته يتربع على صدارة المجموعة، ليأتي الإخوان في الاتحاد الجديد ويكملون ما كنا عليه وعملوا على التطوير.
* نفهم من ذلك أنكم أصحاب الفضل الأكبر في التأهل؟
ـ لا.. اليد الواحدة لا تصفق والعمل الذي قدمناه لم يكن يكتمل لو لم يجد عملا جادا يكمله ويكلله بالنجاح.. والوصول لنهائيات كأس العالم نتاج جهد جماعي، والجميع لعب دوراً مهماً في أي غنجاز منذ عهد الأمير عبدالله الفيصل يرحمة الله وحتى يومنا الحالي، حيث تعتبر كرة القدم في طريق تأسيس صحيح لكرة القدم السعودية منذ عقود لتصبح اليوم أحد أفضل المنتخبات المتواجدة في العالم قياساً بوصولها لأكبر تجمع رياضي بالعالم.
هل يعقل؟
* وماذا حدث في ليلة التأهل التي حضرتها بجسدك وقلبك؟
ـ ما حدث نتاج لعمل بدأنا به منذ سنوات، جميلة في بعضها، وتعيسة في بعضها، وفي النهاية تحقق المراد، وعندما بدأنا في تكوين هذا المنتخب بعد إخفاقات 2010 وإخفاقات 2014م في البرازيل، كان الإعداد لهذا المنتخب الذي بني على أسس ومعايير وفكر وبعزم الرجال وتضافر الجهود، وكان الداعم الأول لهذا الفكر هو الأمير نواف بن فيصل والذي أعطى كامل الصلاحيات للإتحاد ليعمل ويخطط وينفذ.
ونحن جئنا بعد مرحلة كان الاتحاد يخضع للرئاسة العامة لرعاية الشباب آنذاك ، وكان علينا جهود كبيرة من أجل فصل الاتحاد عن الرئاسة، ويكون له استقلاليته وكنا فقط نحتاج للوقت، فالكل الآن يشاهد اتحادا متكاملا من كل شيء، حيث جهزناه وعملنا كل شيء لتأسيسة، والحمد الله فهذا واجبنا تجاه وطننا.
* وهل حضرتم لخطف الأضواء عن الاتحاد الحالي؟
ـ هل يعقل هذا؟ إحساسي الوطني دفعني للحضور لملعب الجوهرة لدعم أبنائي ومساندتهم والاحتفال معهم دون أي حسابات أخرى، ولا يمكن أن يكون تفكيري بهذا الشكل.
ريكارد ومارفيك
* ما الفرق بين المدربين مارفيك وريكارد وأيهما كان أفضل؟
ـ هناك فرق كبير بين الاثنين، حيث يمتلك مارفيك خبرة ودراية جيدة في تهيئة المنتخبات، عكس ريكارد الذي نعلم أن لديه سيرة ذاتية جيدة مع الاندية، وبالتالي كان اختيارنا لمارفيك بعناية فائقة ووفق معايير ودراسات دقيقة، ولاشك أن إقالة ريكارد والتعاقد مع مارفيك كان لحظة فارقة.
* وماذا تقول للاتحاد الحالي ولاعبي المنتخب بعد التأهل لنهائيات كأس العالم؟
ـ أطالب الجميع بضرورة نسيان التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018م وبكل ما حملت من ذكريات سواء مزعجة أو مفرحة، والتركيز على العمل المضاعف من أجل تجهيز المنتخب السعودي لخوض كأس العالم بطريقة تليق بالكرة السعودية وسمعتها.
ينبغي أن نعد العدة لمشاركة لائقة بحجمنا، وعلينا ألا ننسى ونحن في هذه الفرحة وأنا كنت على رأس الهرم في إتحاد الكرة جميع من ساهم في إعداد هذا المنتخب وتطويره وأن نترحم على الملك عبدالله بن عبد العزيز رحمه الله وغفر له على وقفاته غير المستغربة ودعمه اللامحدود لإتحادنا ولمنتخبنا، إلى جانب الدعم والرعاية اللامحدودة من قبل مولاي خادم الحرمين الملك سلمان حفظه الله وسمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان وعلى حضوره للمنصة الرئيسية كأي مشجع للمنتخب ونبارك للجميع هذا التأهل.
النجمة الخامسة
* أخيراً بماذا تصف هذا التأهل وهذه الفرحة العارمة في كل مكان بالسعودية؟
ـ هي نجمة خامسة توضع على صدور لاعبينا الأبطال وأحيهم على تضحياتهم وأحيي كل من ساهم في هذا الإنجاز من إعلاميين ومسؤولين وأمهات وزوجات وأباء ونقاد واليوم اتحدت نسمة الوطن وفرحة الوطن وقوة الوطن وتجمع الوطن تجمعا انعكس إيجابياً ودعوات الآخرين، وأقدم هذا الإنجاز عربون وفاء لجنودنا البواسل في الحد الجنوبي والشرقي والغربي والشمالي والذين يسهرون على أمن هذا الوطن وأنا رأيتهم كيف يتكبدون عناء السفر لأربعة وعشرين ساعة من أجل أن يحضروا مباراة ويعودوا لثكناتهم العسكرية وكنت أتعامل معهم بكل حضارة على ما يقومون به.