ذكرت فتاة من منطقة عسير، أنها كانت تقود السيارة مضطرة منذ 6 سنوات؛ بسبب ظروفها الأسرية، راوية العديد من المواقف التي صادفتها، وأنها كانت تسلك كل يوم عقبة المحرث الوعرة، التي يزيد طولها على 7 كلم؛ من أجل إيصال والدها إلى مزرعته، وإحضار كل ما يطلبه أهلها من السوبر ماركت.
وقالت الفتاة عطرة عسيري البالغة من العمر 18 سنة، وفقاً لصحيفة "الوطن"، إن حاجة أسرتها دفعتها لتعلم قيادة السيارة منذ كان عمرها 12 سنة، بعد تعرض والدها لكسر وتفاقم معاناته من مرض السكر وأمراض أخرى مختلفة، وانشغال إخوانها مع أسرهم، فوافق والدها على تعليمها القيادة بطلب منها.
وأضافت عطرة أنها عند أول محاولة لها لقيادة السيارة ارتدت فيها ملابس رجالية؛ وكانت تريد عمل اشتراك لسيارة والدها، التي تعطلت به حينما كان يستقلها، لافتة إلى أنها لم تشعر بأي حرج، وكانت تقود السيارة بشجاعة واطمئنان لتخدم والدها.
وأشارت إلى أن أخاها اتصل بها ذات مرة بعدما "غرزت" سيارته، فتوجهت له، وقامت بربط "واير" وسحبت السيارة، وحينما اتجهت إلى منزلها حينذاك تعطلت إحدى عجلات سيارتها، فأخرجت الرافعة واستبدلت الإطار التالف، مبينة أنها لا تفضل قيادة السيارة الأتوماتيكية؛ لأنها لا تصلح للمنطقة الجنوبية؛ نظراً لوجود أودية وجبال وطرق غير معبدة.
وأوضحت عطرة أن قيادتها لا تقتصر على السيارات فقط، بل تقود أيضاً الحراثة المستخدمة في زراعة الحقول، وتساعد والدها في زراعة الأرض وحرثها، لافتة إلى أنها تفضل قيادة سيارة "الشاص" والصالون 82 "كاتشبي"، وتقوم بنفسها بتغيير الزيوت.
وحكت أن رجال مرور استوقفوها حينما كان والدها منوماً في المستشفى شهر شوال الماضي، وقامت بإيصال أهلها، غير أنهم أخلوا سبيلها بعدما عرفوا ظروفها.