عاودت الماكنة الإعلامية الإيرانية صب جام غضبها على الوزير السعودي ثامر السبهان، بسبب مواقفه ضد التمدد الإيراني في المنطقة العربية وخطواته للجم الميليشيات والجماعات المتطرفة التابعة للحرس الثوري.
وبدأ الهجوم الإيراني كالعادة من عنوان منصب السبهان، أي "وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج العربي"، حيث تقول إيران إن السعودية تتعمد التأكيد على عروبة الخليج الذي تريد إيران أن يسميه الجميع " فارسياً"، ولم ينته الهجوم بسبب تصريحات السبهان الأخيرة حول هجوم الإعلام الإيراني لمحاولة إيقاف التقارب السعودي العراقي، وكذلك تصريحاته حول "ضرورة لجم ميليشيا حزب الله اللبناني ومعاقبة من يعمل ويتعاون معه".
الاستراتيجية السعودية
وبدأ الهجوم الجديد من وكالة "مشرق" التابعة للحرس الثوري الإيراني، حيث اعتبرت في تقرير، الثلاثاء، أن تصريحات السبهان تأتي في سياق الاستراتيجية السعودية التي عبّر عنها ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، حول لجم الميليشيات الحوثية في اليمن وعدم السماح بتشكيل "حزب الله آخر" على الحدود السعودية، حيث أشارت الوكالة إلى تصريحات ولي العهد السعودي لوكالة "رويترز" الجمعة الماضي، بهذا الخصوص.
وأقرت الوكالة أن عناصر حزب الله يقومون بتدريب ميليشيات الحوثي، كما يشاركون في معارك في العراق وسوريا بشكل مباشر.
من جهتها، اعتبرت وكالة الأنباء الإيرانية "إرنا" الاثنين، أن تصريحات السبهان ضد ميليشيات "حزب الله" بالرغم من "دعم الرئيس اللبناني ميشال عون لحزب الله وسلاحه".
وفي تقارير أخرى، خلال الأيام القليلة الماضية، اعتبرت الوكالة ثامر السبهان بأنه "ألد أعداء حزب الله اللبناني"، وذلك لدى نقلها خبر تغريدات السبهان الذي توعد خلالها بأن المملكة ستقطع يد من يحاول المساس بها وبدول الخليج".
زيارة الرقة
واشتد هجوم وسائل الإعلام التابعة للحرس الثوري الإيراني ضد السبهان منذ أن زار محافظة الرقة المحررة من داعش شمال سوريا، قبل حوالي أسبوعين، معتبرة هذه الزيارة بأنها تحمل عدة رسائل لإيران وحلفائها في المنطقة.
وتطرقت وسائل إعلام إيرانية باهتمام بالغ لهذه الزيارة، حيث نشرت وكالة "مهر" الرسمية، تقريراً مطولاً عنها، واعتبرت حضور الوزير السعودي في عين عيسى بريف الرقة، بهدف إعادة أعمار المحافظة بالتعاون مع أميركا وألمانيا وفرنسا، بأنها تحمل رسائل لإيران وتركيا.
تصفية النفوذ الايراني
ونقلت الوكالة عن محللين قولهم إن الهدف من حضور السعودية في شمال سوريا هو دعم الاستراتيجية الأميركية لتصفية النفوذ الإيراني في سوريا من خلال توحيد القبائل العربية في تلك المنطقة.
أما وكالة "تسنيم" التابعة للحرس الثوري، فقالت في تقرير إن "السبهان يُعتبر من الشخصيات المُقرّبة إلى الولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، ولم يأت اختياره لهذه المهمة من فراغ"، على حد وصفها.
وأجمعت وكالات ايرانية على أن ظهور السبهان مع الجنرال ماكغورك الأميركي في الرقة يعتبر تأييداً ملموساً من السعودية للتعاون الدولي في سبيل تطبيق سياسة تصفية نفوذ إيران في سوريا من خلال العمل على تجنيد أفراد من القبائل العربية الحليفة للسعودية في كل من الرقة، ودير الزور، والبوكمال وغيرها من المناطق الاستراتيجية.
كابوس ميليشيات إيران بالعراق
وفي العراق، يُعرف السبهان بأنه كابوس ميليشيات إيران، وله خصوصية أكثر من أي مسؤول آخر سعودي في ملف التدخلات الإيرانية هناك.
وفي آب/أغسطس 2016، تم الكشف عن مخطط اغتيال السبهان، عندما كان سفيراً لدى العراق آنذاك، من قبل مجاميع تتبع لميليشيات الحشد الشعبي العراقية، بعد اعتراف أحد أعضاء مجموعة تابعة لكتائب "خراسان" الذي أقر بأن مخطط الاغتيال تم تدبيره من قبل ضابط بالمخابرات الإيرانية.
وتشهد العلاقات بين السعودية وإيران، أزمة حادة، عقب إعلان الرياض ودول الخليج العربي في كانون الثاني/يناير 2016، قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الأخيرة، على خلفية الاعتداءات التي تعرضت لها سفارة المملكة في طهران، وقنصليتها في مدينة مشهد، شمالي إيران، وإضرام النار فيهما.
كما يخيم التوتر على العلاقات بين السعودية وإيران، بسبب عدد من الملفات، أبرزها الملف النووي الإيراني، الذي ترى الرياض أنه يهدد أمن المنطقة من خلال تمويل ودعم الإرهاب والصواريخ الباليستية، والملفين اليمني والسوري، حيث تدعم إيران نظام بشار الأسد بسوريا، وتحالف ميليشيات الحوثي والرئيس اليمني المخلوع علي عبد الله صالح في اليمن، بالإضافة إلى زرعها خلايا إرهابية في البحرين والكويت وسائر دول الخليج العربي.