كشف تقرير نشرته شبكة "BBC" البريطانية أمس، الكثير من تفاصيل ما يجري داخل فندق "الريتز كارلتون"، حيث يُحتجز أمراء ومسؤولون متهمون في قضايا فساد، في تقرير يعد امتدادا للتقرير التلفزيوني الذي نُشر قبل أيام.
وكان التقرير التلفزيوني قد أظهر لقطات من داخل الفندق الفاخر، الذي دخلته الصحفية "ليس دوسيت" مديرة قسم المراسلين الدوليين في الشبكة، وتواصلت مع عدد من المسؤولين داخل الفندق، الذين شرحوا لها كثيرا من الأمور التي تجري هناك.
وأوضح مسؤول فيما سمّته المراسلة "اللجنة الخاصة" لمكافحة الفساد أن الموقوفين لم يصدقوا ما حدث، وكانوا يعتقدون أن الأمر مجرد لقاء لن يدوم طويلا، مضيفًا أنهم كانوا غاضبين بالتأكيد، فإذا قلت لشخص إنك لص سيغضب، فما بالك لو كان من كبار الشخصيات.
أما عن سبب إحضارهم إلى فندق ريتز كارلتون، فكانت إجابة المسؤول: "كان يُخشى أن يهرب بعضهم، فكان علينا أن نتحفظ عليهم داخل هذا المكان".
وأضاف مسؤول في مكتب النائب العام المعني بالتحقيقات، وبتعبيرات جادة، أن كل شخص هناك لدى النيابة ملف عنه، وكل شيء موثق، والوضع يوصف بالجاد للغاية.
وعمن يجرون التحقيقات، وهم من جهات مختلفة، فإن بعضهم يقيم في الفندق وآخرين يعملون من مكاتبهم الخاصة، جنبا إلى جنب مع الفرق الطبية وحراس الأمن، وهناك أكثر من 500 شخص مقيمين في فندق ريتز كارلتون، على نفقة الدولة.
وشرح مسؤول للمراسلة عمق الفساد، حيث التقط فنجان قهوة بحواف ذهبية ليشرح وجهة نظره، أن تكلفته 10 دولارات، لكن مع الفساد يكلف 100 دولار، وأعطى أمثلة من ملف كان معه لمدارس لم تكتمل، ومستشفيات تكلفت 375 مليون ريال، بينما التكلفة الحقيقية ثلث ذلك المبلغ.
وأضاف أن المركز الصحي بالفندق يعمل على مدار الساعة، من قبل الأطباء والممرضين، كما يتم فحص الغرف، وإحضار الأدوية الخاصة من منازل الموقوفين.
وأشار مسؤول آخر إلى أن الموقوفين لديهم كل ما يريدون في هذا الفندق الفاخر من فئة الخمس نجوم، إلا أنه لا يستطيع أن يحضر طعاما خاصا من بلد خارجي للموقوفين، حيث أوضحت المراسلة أن محتجزين طلبوا إحضار كافيار روسي، كما طلب آخرون حلّاقيهم، أو مدلكيهم الخاصين.
والتقت دوسيت بعض الموقوفين، مؤكدة أن 95% منهم أبدوا استعدادهم لدفع ما عليهم من أموال اختلسوها، فيما يفضل 4% منهم اللجوء إلى القضاء.