بعد استشهاد قاضي الأوقاف والمواريث الشيخ محمد الجيراني، يتذكر مجتمع محافظة القطيف مواقفه الشجاعة في التصدي للخارجين عن القانون، والوقوف في وجه الإرهابيين والمخربين وسعيه في سبيل ذلك، حتى قدم روحه فداء للمبادئ التي كان يدافع عنها ويكافح من أجلها.
وقبل تعرض الشيخ الجيراني للخطف كان ينتقد التصرفات التي كان يرتكبها بعض المتشددين والخطباء في المحافظة، خصوصاً ما يتصل بالتحريض على الدولة والتجييش ضد أجهزتها الأمنية وخططها التنموية.
وكان للجيراني موقف مهم تجاه تصرفات بعض المواطنين المتمثلة في إرسال الأموال إلى جهات مشبوهة في الخارج، خصوصا في إيران والعراق ولبنان.
ولم يُخفِ الجيراني كذلك استنكاره لاستهداف رجال الأمن والاعتداء عليهم، وعدّ هذه الاعتداءات جرائم إرهابية تهدد أمن المحافظة واستقرارها، مؤكدا شجبه وتنديده لهذه العمليات الإرهابية التي تهدف لزعزعة الاستقرار والأمن.
ونظير مواقفه القوية وثباته، تعرض لاعتداءات عدة، حيث أُحرِق منزله وأصيب عدد من أبنائه، كما أحرق الإرهابيون سياراته، وكرّروا الهجوم على منزله وممتلكاته، كما تعرض أقاربه لهجمات ومضايقات أكثر من مرة، قبل أن يُختطف في ديسمبر العام الماضي، وتقبض وزارة الداخلية لاحقا على المتورطين في اختطافه في يناير العام الجاري.
وكانت مصادر قد أكدت أن الجهات الأمنية عثرت على جثمان الشيخ محمد الجيراني مدفوناً في أحد المواقع، وذلك خلال مداهمة أمنية قُتل خلالها الإرهابي المطلوب سلمان الفرج بعد تبادل لإطلاق النار مع رجال الأمن.
ويُنتظر صدور بيان رسمي يشرح ملابسات العثور على جثمان القاضي المختطف، والمتهمين الرئيسيين في قتله ودفنه.