انقضت ثلاثة أعوام حافلة منذ أن استلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز سدة الحكم، طرأت فيها الكثير من المتغيرات السياسية التي عصفت بالمنطقة، والاقتصادية التي جاءت على صورة إصلاحات تطمح لفك ارتباط المملكة بالنفط والركود.
وتميز العام 2017 بأنه عام الهجوم على بؤر الفساد في الخارج والداخل، من ناحية الفساد السياسي والفساد الأمني والفساد الاقتصادي، في مواجهة السياسات العدائية لدولة قطر، والإرهاب الأمني المتمثل في "داعش" ومسلحي العوامية، وأخيرا مهاجمة الفساد في المال العام عبر ضبط أمراء ومسؤولين في حملة ضخمة.
ومع ذكرى البيعة التي تحل هذا اليوم، في الـ21 من ديسمبر، نستعرض أبرز الأحداث والسمات التي ميزت هذا العام في مسيرة خادم الحرمين:
استهل خادم الحرمين الشريفين العام 2017، وتحديدا في أواخر فبراير، بجولة آسيوية تاريخية، بدأت من ماليزيا، ومرت بأندونيسيا وبروناي واليابان، وانتهت أخيرا عند الصين، ونتجت عنها اتفاقات هامة على أصعدة اقتصادية وسياسية.
جاءت حملة مكافحة الفساد، عبر الأمر الملكي بإنشاء لجنة عليا تتعلق بقضايا الفساد في المال العام، قرارا اعتبره سعوديون الأكثر أهمية في 2017، لما حمله من إشارات قطعية على أهمية الحفاظ على أموال الدولة، تلاها ضبط مئات من المتورطين أمراء ووزراء ومسؤولين، واحتجازهم في "الريتز كارلتون" للوصول إلى تسوية يعقبها توصية بالعفو، أو تحقيق جنائي معهم.
رعى خادم الحرمين القمة العربية الإسلامية الأمريكية، التي حضرها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وعديد من الزعماء، في محفل حظي باهتمام عالمي واسع، وتمخض عن قرارات واتفاقيات مهمة ومفصلية على المدى القصير والطويل.
احتلت الأزمة مع قطر قدرا كبيرا من الحالة السياسية في عام 2017، نظرا للخطوات التي اتخذتها المملكة ضد السياسات العدائية للدوحة، التي ثبت للمملكة دعمها لجماعات متطرفة، ودعمها الإرهابيين في العوامية، والحوثيين في اليمن، وصنفت المملكة كيانات وأشخاص قطريين في قوائم الإرهاب، واستقبل الملك في مناسبتين الشيخ عبدالله آل ثاني، الذي عبر عن خيبة أمله بالسياسات العدائية لحكومة قطر.
قام خادم الحرمين الشريفين بزيارة تاريخية إلى روسيا، التقى فيها بالرئيس فلاديمير بوتين، وُقعت فيها عدد من الاتفاقيات المهمة وأجريت فيها التفاهمات السياسية حول المنطقة.
حفل هذا العام بعدد من الأوامر الملكية والسامية الكثيرة، التي أعادت تخطيط خارطة الدولة، أبرزها كان إعفاء الأمير محمد بن نايف من مناصبه، وتعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، وإعفاء الأمير متعب بن عبدالله من منصبه وزيرا للحرس الوطني، وإحالة وزير الخدمة المدنية السابق خالد العرج للتحقيق بسبب شبه فساد، وتمكين المرأة من قيادة السيارات والخدمات دون موافقة ولي أمرها، وتعيين نواب لأمراء المناطق، وربط النيابة العامة بالملك، وإنشاء رئاسة أمن الدولة، ومشروع مكافحة التحرش.
حفل هذا العام بعدد من الأوامر الملكية والسامية الكثيرة، التي أعادت تخطيط خارطة الدولة، أبرزها كان إعفاء الأمير محمد بن نايف من مناصبه، وتعيين الأمير محمد بن سلمان وليا للعهد، وإعفاء الأمير متعب بن عبدالله من منصبه وزيرا للحرس الوطني، وإحالة وزير الخدمة المدنية السابق خالد العرج للتحقيق بسبب شبه فساد، وتمكين المرأة من قيادة السيارات والخدمات دون موافقة ولي أمرها، وتعيين نواب لأمراء المناطق، وربط النيابة العامة بالملك، وإنشاء رئاسة أمن الدولة، ومشروع مكافحة التحرش.
لا يمكن حصر الأحداث الاقتصادية المفصلية هذا العام في حدث بعينه، حيث حفلت بقرارات مهمة وحساسة، تبرز في إعلان الميزانية الأكثر إنفاقا في تاريخ المملكة، وإقرار حساب المواطن، واعتماد 72 مليار ريال لتحفيز القطاع الخاص، وإقرار ضريبة القيمة المضافة، وكذلك الأمر الملكي بإعادة البدلات لموظفي الدولة، والموافقة على إنشاء مدينتي القدية و"نيوم".
فقد خادم الحرمين الشريفين أخويه الأمير عبدالرحمن بن عبدالعزيز، الذي توفي في 13 يوليو، والأمير مشعل بن عبدالعزيز الذي توفي في 3 مايو، وحرص على الصلاة عليهما واستقبال العزاء فيهما.
تشكل الجنادرية ومهرجان الملك عبدالعزيز للإبل حدثين مهمين كل عام، لما تمثله من قيمة لدى الملك، الذي عرف عنه الاهتمام الوثيق بالثقافة والتراث.
لا يمر شهر دون أن يبادر الملك بزيارة إخوانه ومرافقيه وأعيان الدولة، رغم مشاغله وارتباطاته الكثيرة، حيث تتركز زياراته الشخصية على إخوانه الأكبر منه، مثل الأمير بندر، والأمير طلال، وكذلك زيارة أخيه مقرن لتعزيته في وفاة ابنه منصور، وزيارة الأمير سلطان بن ناصر في المستشفى، وزيارة الشيخ سعد الشثري في منزله عدة مرات، وزيارة صديقه بدر الدويش بعد وعكة صحية، وزيارة أسرة الشيخ صالح السدلان لتعزيتهم.
حظيت عام 2017 بزيارات متعددة لزعماء دول وملوك ورساء استقبلهم خادم الحرمين الشريفين، وجرت فيها عديد من الاتفاقيات والمشاورات المهمة.
تميزت القدس والقضية الفلسطينية بمكانة مهمة لدى الملك سلمان، حيث تدخل في يوليو لفتح أبواب المسجد الأقصى، وحينما أعلن ترامب نقل السفارة الأمريكية للقدس أجرى مكالمة هاتفية أخبره فيها بفداحة القرار الأمريكي، الذي يعد مقوضا للسلام، مطالبا إياه بمراجعة الأمر.
تربط الملك علاقة وثيقة بالحرمين الشريفين، الذي يحمل اسمهما على لقبه الخاص، حيث قضى العشر الأواخر من رمضان كعادته السنوية في مكة المكرمة بجوار الحرم، وزار في نوفمبر الحرم النبوي وصلى في الروضة الشريفة.
حضر خادم الحرمين القمة العربية الـ28 في الأردن، حيث ترأس وفد المملكة إلى هناك، وشهد عرضا عسكريا أردنيا أقيم على شرفه برفقة الملك عبدالله.
جاء خطاب خادم الحرمين في مجلس الشورى، خاتمة العام المديد، حيث عبر فيه عن معالم سياسات المملكة الحديثة، المتركزة على مكافحة الفساد، وتوجيه الوزراء بتوفير متطلبات واحتياجات المواطنين، ومحاربة التطرف