أكدت هيلة المحيسن الفتاة التي تكتب وترسم لوحات جميلة بقدميها بعد أن وُلدت بلا يدين أنها ترى أن بها شيئًا متميزًا، ولا تحب أن يشتري الناس لوحاتها تعاطفا معها، بل تقديرا للعمل الفني، فهي لا تحب نظرة التعاطف أبدًا.
وأوضحت أنها تقوم بتزيين أخواتها بقدميها وتكتب على الجوال وتأكل وتطبخ بنفس الطريقة، وأن الموقف الوحيد الذي تمنت فيه أن يكون لديها يدان عندما توفيت عمتها وكانت أمها تبكي، فتمنت أن تستطيع احتضانها لتخفف عنها.
وأضافت أنها بدأت الرسم عندما كان عمرها 12 سنة، لتخفف وترفه عن نفسها، فلم تكن تحب شكلها كمعاقة وكانت تخرج معاناتها في الرسم، وتحب أن تدمج اللونين الأسود والأحمر، إلا أن أمها ذهبت بها إلى مرسم طباشير واستخدمت الألوان فتحسّنت الصور التي ترسمها، بعد أن كانت ألوانها باهتة، ومن وقتها أحست أن هناك شيئا متميزا فيها، وهو ما أبرزها كفنانة.
أما أم هيلة فبدت أكثر تفاؤلا وإيمانًا، وقالت إنها ترى هيلة إنسانة طبيعية بل أكثر من ذلك، وأنها حولت تلك الإعاقة إلى إفادة وإفاقة، وأنها تعوّدها على استخدام قدميها على أنهما يداها، فإذا احتاجت إلى شيء تأخذه بقدميها، لا داعي لأحد أن يساعدها، وتحاول أن تبث فيها فكرة أنها طبيعية لا تقل عن الآخرين في شيء، في درس رائع في حب الحياة والتمسك بها.