رغم مرور ما يزيد على ربع قرن على كتابتها، ما زالت رواية "آيات شيطانية"، التي أثارت ضجة واسعة في العالم الإسلامي في عقد الثمانينات من القرن الماضي، تمنع مؤلفها، الكاتب البريطاني الهندي الأصل، سلمان رشدي، من الظهور بشكل علني في كثير من المحافل الأدبية، آخرها في مهرجان بالهند.
فقد كان المؤلف المولود في مدينة مومباي عام 1947، على موعد لحضور أكبر مهرجان أدبي في الهند، والذي بدأت أعماله في مدينة "جايبور" الجمعة، ولكنه بدلاً من ذلك، قرر عدم الظهور في ذلك المهرجان، في اللحظات الأخيرة، بسبب اعتراض العديد من المسلمين "المتشددين"، وبعد تلقيه عدة تهديدات بالقتل.
وقال رشدي في بيان مكتوب الجمعة: "لقد أبلغتني مصادر بأجهزة الاستخبارات في ماهاراشترا وراجستان، بأن قتلة مأجورين من العالم السفلي في مومباي، ربما في طريقهم إلى جايبور لتصفيتي"، حيث كان من المقرر أن يلقي كلمة في افتتاح المهرجان.
وتابع الكاتب البريطاني قائلاً: "بينما تساورني بعض الشكوك في دقة هذه المعلومات الاستخباراتية، فإن قدومي إلى المهرجان في مثل هذه الظروف سيكون تصرفاً غير مسؤول من جانبي.. غير مسؤول لأسرتي، ولجمهور المهرجان، ولزملائي من الكتاب.. وعلى ذلك فإنني لن يمكني الحضور إلى جايبور كما كان مخططاً."
وأشار رشدي، الذي سبق له المشاركة في دورة 2007 من المهرجان نفسه، دون أن تلفت إليه أنظار أجهزة الإعلام، إلى أنه قد يشارك في المهرجان من خلال دائرة تلفزيونية، وأضاف: "صدقوني إنني في غاية الأسف لأنني لن أكون هناك شخصياً."
وأثارت رواية "آيات شيطانية"، التي كتبها رشدي عام 1988، غضباً واسعاً لدى عدد كبير من المسلمين في مختلف أنحاء العالم، بدعوى أن الرواية تتضمن إساءة للدين الإسلامي، وفي العام التالي، أصدر زعيم الثورة الإيرانية الراحل، آية الله الخميني، فتوى بإهدار دم مؤلف الرواية.