مهدت موسكو لتصعيد ميداني واسع النطاق في غوطة دمشق التي تعرضت أمس لغارات من قوات النظام السوري أسفرت عن مقتل وجرح عشرات المدنيين. وقال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إن «تجربة تحرير مدينة حلب من الإرهابيين قابلة للتطبيق في الغوطة الشرقية جنوب دمشق ضد مسلحي (جبهة النصرة) الإرهابية».
وأوضح لافروف في مؤتمر صحافي مع نظيره الجزائري عبد القادر مساهل في موسكو أن «جبهة النصرة في الغوطة الشرقية جعلت من المدنيين دروعا بشرية وتمنع خروجهم، رغم الدعوات الروسية إلى ضرورة إجلاء المدنيين وتحييدهم عن القتال»، معتبرا أن «العملية العسكرية في حلب واتفاقات انسحاب المسلحين منها، يمكن إعادة تطبيقها في الغوطة الشرقية، ونحن نسعى من أجل تحقيق ذلك. تسنّى لنا الاتفاق على إجلاء بعض المدنيين والحالات الإنسانية الصعبة من الغوطة الشرقية، لكن جميع الجهود المبذولة من جانبنا كانت تصطدم برفض النصرة التي تستهدف المدنيين وتهاجم الأحياء ومباني سفارتنا في دمشق».
وشدّد لافروف على أن «الجيش (النظامي) السوري والقوات الروسية المساندة ستواصل العمل للقضاء على النصرة والفصائل المتحالفة معها».
إلى ذلك، يبدو أن التفاهم حول عفرين بين النظام ووحدات حماية الشعب الكردية ينتظر موافقة موسكو، فيما أجرى الرئيس التركي رجب طيب إردوغان اتصالين هاتفيين بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والإيراني حسن روحاني لبحث آخر التطورات في عفرين وإدلب.
وقال وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو إنه «إذا دخل النظام هناك لتطهير المنطقة (عفرين) من حزب العمال الكردستاني وحزب الاتحاد الديمقراطي، فلا توجد مشكلة، لكن إذا جاء جيش النظام للدفاع عن الوحدات، حينها لا شيء ولا أحد يمكنه وقفنا أو وقف الجنود الأتراك» مهدداً بـ {القضاء} على أية قوة تدخل عفرين لهذا الغرض.