خلال الساعات الماضية تداول الرأي العام العالمي تفاصيل الاكتشاف العلمي الجديد في جسم الإنسان وهو أكبر عضو كما قال العلماء ولا نعرف عنه شيئا ويغطي أغلب الجسم.
ووفق ما قالت صحيفتا "ديلي ميل" و"ديلي ميرور"، فإن العضو الجديد يسمى "إنترستيتيم " ويوجد في جميع أنحاء الجسم، تحت الجلد وبين الأعضاء ويحيط بالشرايين والعضلات والجهاز الهضمي والمسالك البولية، وهو عبارة عن شبكة من القنوات في النسيج الضام الذي يحيط بأعضاء الجسم، تقوم بحماية الأعضاء من الصدمات الخارجية أو تعرضها لاضرار عند الحركة.
ورأى العلماء أن هذه القنوات المليئة بالسوائل لها خصائصها وهيئتها الخاصة، التي تجعلها ترتقي لأن تكون عضوا.
وقالوا إن هذا العضو أكبر من الجلد الذي يغطي حوالي 16 في المائة من كتلة الجسم، مشيراً إلى أنه يعادل حجمه ما يقارب 20 في المئة من حجم الجسم.
شبكة سوائل تحيط أعضاء الجسد
"العربية.نت" سألت الدكتورة أماني الشواربي، رئيس قسم الهستولوجي "علم الأنسجة" بكلية الطب بجامعة عين شمس، عن العضو الجديد ومهامه وسبب تأخر اكتشافه.
قالت الدكتورة الشواربي إن العضو الجديد هو شبكة كاملة من غرف اتصال مليئة بالسوائل تغطي الجسم البشري من الداخل وتدعمه بشبكة من البروتينات تحيط بكافة الأعضاء الحيوية والجهاز الهضمي وأسفل الجلد، وتسمح بتمدد العضو أو انكماشه في حالات تأدية وظائفه مثل التنفس وهضم الطعام وغيرها، كما تسمح بزيادة كميات المياه حول العضو المصاب أو المصاب بورم أو التهاب لكونه يتحكم في السوائل واحتباسها تحت الجلد أو تصريفها.
وأضافت أستاذة علم الأنسجة أن العضو الجديد بالفعل هو الأكبر في جسم الإنسان ويقوم بمهام أساسية ويعمل بنفس الطريقة التي يعمل بها النسيج الضام، فهو يحيط بكل أعضاء الجسم ويربط أنسجتها ببعضها البعض، ويساعد في توفير المياه اللازمة لامتصاص الصدمات، كما يمكن من خلاله معرفة حجم انتشار الخلايا السرطانية وقدرتها عل التغلغل وهو ما سيساعد مستقبلا في مواجهة السرطان وقتل خلاياه ومعرفة إلى أي مدى وصل انتشاره .
وذكرت أن العضو الجديد يحيط أيضا بالغضاريف والأربطة والعظام لحمايتها من الصدمات وامتصاصها من خلال المياه والسائل المتواجد بداخله، ويعمل كوسيط يتم من خلاله تبادل المواد الغذائية ونفايات الأيض والأكسجين بين الدم والأنسجة المختلفة في الجسم، مضيفة أنه يمكن أن يكون حائط صد كبيرا ضد الفيروسات والبكتيريا، كما يلعب دورا في المحافظة على حرارة الجسم وتجديد الخلايا الحية والتخلص من الخلايا الميتة وطردها خارج الجسم.
وعن سبب تأخر اكتشاف العضو الجديد، أوضحت أن السبب يرجع لطريقة الفحص المختبري والمجهري فعمليات الفحص الحالية تتم من خلال سحب المياه من عينات العضو المراد فحصه، وبسبب عدم وجود سوائل في العينة المراد فحصها لم يتم اكتشاف هذه الشبكة من السوائل بالعضو الجديد، إضافة إلى أن الشبكة المحيطة بكل عضو، وإن كانت مرتبطة ببعضها البعض إلا أنها تختلف من عضو لآخر، وهو ما كنا نعرفه ونقوم بتدريسه باسم النسيج الضام.
واختتمت: "لكن مع التقدم العلمي والتكنولوجي والفحص بالليزر أمكن التوصل للاكتشاف الجديد دون الحاجة لسحب المياه والسوائل من العضو والعينة المراد فحصها.
كما أمكن رؤية الشبكة الكاملة من السوائل المحيطة بأعضاء الإنسان وهو ما لم يمكن متاحا من قبل باستخدام الصبغات وغيرها من الطرق التقليدية والقديمة ".