غادر الرئيس البرازيلي الأسبق لويس إيناسيو لولا دا سيلفا مساء أمس (السبت) مقر نقابة عمال المعادن في ساو برناردو دو كامبو في جنوب البلاد، وسلّم نفسه إلى الشرطة، بحسب ما أفاد تلفزيون «غلوبو».
واستطاع لولا مغادرة مقر النقابة ونُقل في موكب للشرطة، بعد أن كان حشد من مؤيديه المعترضين على اعتقاله منعوه في وقت سابق من مغادرة المبنى.
وأنهى لولا السبت حال الترقّب، بإعلانه أمام آلاف من مناصريه أنه موافق على مذكرة الجلب وأنه سيسلم نفسه للقضاء، مجدداً القول إنه بريء.
ولم يكن أمام المرشح الأوفر حظاً للاقتراع الرئاسي أيّ خيار بعد يومين على صدور المذكرة بأمر من القاضي المكلف مكافحة الفساد سيرجو مورو، إثر ادانته في الاستنئاف بعقوبة السجن 12 عاماً بتهمة تبييض الأموال والفساد.
وقال لولا البالغ 72 عاماً: «سألتزم مذكّرة الجلب، لكنني مواطن مستاء لأنني لن اسامح الانطباع الذي اعطي للمجتمع بأنني لص».
وأضاف متوجهاً إلى متهميه: «أودّ أن أنظر في أعينهم»، مؤكدا أنه سيُثبت يوماً براءته.
وتابع: «لقد كذب مورو». والقاضي مورو هو من أمَر بالتحقيق في القضية المعروفة باسم «الغسل السريع» التي كشفت فضيحة فساد هائلة تطاول سياسيين من كل التوجهات. لكن لولا اكبر مسؤول برازيلي يقع في شباكه.
وكان لولا يتحدث أمام آلاف من انصاره اليساريين الذين هتفوا «لا تسلّم نفسك»، على هامش قداس في ذكرى وفاة زوجته أمام مقر نقابة صانعي المعادن في مدينة ساو برناردو دو كامبو حيث تحصن يومين متحدّياً السلطات ومذكرة توقيفه.
وكان حشد من أنصاره يرددون «لولا نحبك»، وسط بكاء العديد منهم. وكان الرئيس الأسبق ومحاموه تفاوضوا الجمعة مع السلطات في شأن شروط اعتقاله.
وفي بادئ الأمر، لم يُسلّم نفسه للشرطة الفيديرالية في كوريتيبا (جنوب) كما أمره القضاء. وبعد توقيفه، سيُنقل إلى منطقة أخرى لإيداعه السجن.
ويبدو أنّ السلطات حريصة على تنفيذ حكم توقيف لولا الذي ترأس البلاد لولايتين (2003-2010) وكانت شعبيته في ذروتها عندما غادر السلطة، بلا عنف وبأكبر قدر ممكن من الاحترام.