اشتبكت الولايات المتحدة مع روسيا بشأن سوريا في مجلس الأمن الدولي اليوم الثلاثاء إذ عارضت كل منهما محاولة الأخرى لإجراء تحقيقات دولية في هجمات بأسلحة كيماوية في سوريا.
وتدرس الولايات المتحدة وقوى غربية أخرى القيام بعمل عسكري ردا على هجوم مزمع بغاز سام يوم السبت على مدينة دوما الخاضعة للمعارضة والتي صمدت طويلا أمام قوات الحكومة السورية.
واستخدمت روسيا حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار أمريكي سعى إلى إجراء تحقيق يحدد المسؤول عن مثل هذه الهجمات. وبعد ذلك عرقلت الولايات المتحدة ودول أخرى محاولة روسية لإجراء تحقيق مختلف كانت ستطالب مجلس الأمن بتحميل المسؤولية لأحد الأطراف.
وتعارض موسكو أي ضربة غربية على حليفها الرئيس السوري بشار الأسد. وقال السفير الروسي بالأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا إن قرار واشنطن بطرح مشروع القرار الذي أعدته قد يكون تمهيدا لضربة غربية على سوريا.
وقال السفير الروسي بالمجلس المؤلف من 15 بلدا ”الولايات المتحدة تحاول مجددا تضليل المجتمع الدولي وتتخذ خطوة أخرى صوب المواجهة“.
وتابع يقول ”من الواضح أن الخطوة الاستفزازية ليس لها علاقة برغبة في التحقيق فيما حدث“.
وذكرت منظمة إغاثة سورية أن 60 شخصا على الأقل قتلوا وأصيب ما يربو على الألف في هجوم يشتبه بكونه بأسلحة كيماوية على عدة مواقع في دوما يوم السبت.
وقال أطباء وشهود إن الضحايا ظهرت عليهم أعراض تسمم يرجح أنه ناجم عن غاز أعصاب وتحدثوا عن وجود رائحة غاز الكلور.
وقالت نيكي هيلي السفيرة الأمريكية بالأمم المتحدة إن إقرار مشروع القرار الأمريكي هو أقل ما يمكن أن تقدمه الدول الأعضاء.
وأضافت ”التاريخ سيسجل أنه في هذا اليوم فضلت روسيا حماية وحش على حياة الشعب السوري“ وذلك في إشارة إلى الرئيس السوري.
وأيدت 12 دولة من أصل 15 مشروع القرار الأمريكي في حين انضمت بوليفيا إلى روسيا في التصويت ضد مشروع القرار وامتنعت الصين عن التصويت.
ولكي يصدر قرار في مجلس الأمن فإنه يحتاج لتأييد تسعة أصوات مع عدم استخدام أي من الدول الدائمة العضوية وهي روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة لحق النقض.
وقال البيت الأبيض إن الرئيس دونالد ترامب ألغى جولة مزمعة إلى أمريكا اللاتينية الأسبوع الجاري للتركيز على الرد على حادث سوريا.
كان ترامب حذر يوم الاثنين من رد سريع وقوي بمجرد تحديد الجهة المسؤولة عن الهجوم.
وقالت المنظمة الدولية لحظر الأسلحة الكيميائية يوم الثلاثاء إن خبراء من المنظمة سيزورون دوما للتحقيق في الهجوم الكيماوي المزعوم.