تباينت الآراء حول ما أعلنه رئيس الهيئة العامة للرياضة تركي آل الشيخ ، حول قرب ديون الأندية السعودية من مبلغ "مليار" ريال، حيث طالب بعضهم بكشف أسماء المتورطين وسرعة التحقيق في هذا الشأن، وطالب الآخر بشفافية أكثر من أجل كشف الأرقام الحقيقية للديون والعمل بمقولة رئيس الهيئة "ما فات ما مات "
طالب رئيس لجنة الانضباط السابق خالد البابطين بمحاسبة رؤساء الأندية المتسببين في تراكم ديون الأندية بأنه من المفترض أن تتسع رقعة التحقيق لتشمل كل من له علاقة ولو بالسكوت والصمت.
وأوضح البابطين لـ"سبق" قائلاً: يجب أن يمتد التحقيق ليشمل أعضاء الاتحاد السعودي لكرة القدم وأيضًا هيئة الرياضة، لأنه بصمتهم عن الواقع السابق قد ساهموا في الاشتراك في تلك المخالفات، لأن تلك التجاوزات كانت ظاهرة لأبسط مشجع أو متابع".
وأضاف رئيس الانضباط السابق أنه لو حصل تدخل من الجهات الرقابية لما تراكمت الديون لتصل إلى قرابة المليار أو أكثر".
وأفاد البابطين بمسؤولية رؤساء الأندية السابقة عن الديون قائلاً "رؤساء الأندية السابقون هم مسؤولون في أموالهم الخاصة عن التجاوزات المتعمدة أو التي تدخل ضمن إطار الأخطاء المتعمدة الجسيمة ".
من جهة أخرى قال الناقد الرياضي محمد العمري في تصريحه لـ"سبق" إن الأرقام التي اعلنتها هيئة الرياضة عن ديون الأندية السعودية ووصولها إلى نحو "المليار" تدق ناقوس الخطر حول الأوضاع المالية التي تعيشها الأندية بسبب الأخطاء الإدارية، والعبث المالي، وتسلل السماسرة، وسوء التصرف، وحب (الشو) الإعلامي لرؤساء الأندية كما وصفهم رئيس الهيئة.
وأضاف العمري: يعد قرار الهيئة بالتحقيق في كل هذه الديون قرارًا جريئًا مثلما حصل في قضايا ديون الاتحاد، وكل ذلك يؤكد للجميع العبارة الشهيرة التي أطلقها تركي آل الشيخ قبل أشهر (الموس على كل الرؤوس)، وأعقب هذه العبارة بعبارة حملت الكثير من المعاني حينما قال في اجتماعه بالإعلاميين الرياضيين قبل نحو أسبوع (اليوم تساوت الرؤوس) ومن حق الجميع الانتقاد وكشف الحقائق.
وتابع: اليوم بدأت هيئة الرياضة بنفسها وتصدرت المشهد في التنقيب والكشف والمصارحة أمام كل الرياضيين، ورأينا هول الأرقام الفلكية التي أثقلت كاهل الرياضة السعودية وساهمت في تشويه سمعة رياضة البلد على المستوى الإقليمي والدولي.
وأردف: تظل الأسباب متعددة عن كيفية وصول ديون الأندية لقرابة المليار ريال، ولكن أهم تلك الأسباب العمل العشوائي لإدارات الأندية في السابق وعدم ممارسة العمل بالطريقة الصحيحة، وفق أسس إدارية وقانونية تحفظ للمؤسسة الرياضية هيبتها وتضمن للنادي السير وفق منهجية صحيحة.
وأضاف: أرى أن كشف الديون في هذا الوقت هو الأفضل والأنسب لجميع الأندية، لتجنبها في المواسم القادمة ويبقى أمام هيئة الرياضة عمل كبير وجبار جدًا خلال المرحلة المقبلة وهو إيجاد حلول جذرية لتلك الأندية، إضافة إلى تنوع المداخيل وإيجاد موافقات من قِبل المستثمرين للدخول في الأندية.
واختتم العمري حديثه: ما تقدمه هيئة الرياضة اليوم من حجم المصارحة والمكاشفة والتحقيق مع كائن من كان، لم يأتِ عبثًا، ولكنه يأتي وفقًا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين وولي عهده وهم من تصدروا مشهد محاربة الفساد والمفسدين في شتى المجالات، والرياضة اليوم جزءٌ لا يتجزأ من كيانات هذا البلد الذي تسعى قيادته رعاها الله إلى تنظيفها من كل الشوائب والفساد.