قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن حافلات أجلت مسلحين من تنظيم داعش من جيب جنوبي دمشق يوم الأحد تطبيقا لاتفاق انسحاب إلا أن وسائل إعلام رسمية نفت التقرير وقالت إن الجيش السوري يقاتل للقضاء على المسلحين.
وستشكل استعادة الحكومة للسيطرة على هذا الجيب خطوة جديدة أساسية في جهود الرئيس السوري بشار الأسد في الحرب وستقضي بها الحكومة السورية على آخر جيب محاصر للمعارضة في غرب سوريا. لكن بعض قطاعات الأراضي على الحدود مع تركيا والعراق والأردن تظل خارج نطاق سيطرتها.
وتقاتل قوات الحكومة السورية وحلفاؤها لاستعادة السيطرة على الجيب الواقع جنوبي دمشق منذ تغلبها على مقاتلي المعارضة في الغوطة الشرقية قرب العاصمة في أبريل نيسان.
وتتركز المنطقة التي يقع فيها الجيب حول الحجر الأسود ومخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين المجاور.
وفي بث مباشر قال مراسل التلفزيون السوري الرسمي إن عمليات الجيش السوري في منطقة الحجر الأسود تشارف على نهايتها مع انهيار خطوط المسلحين فيما تصاعدت أعمدة من الدخان من المنطقة الظاهرة خلفه.
وقال المرصد في وقت سابق إن حافلات دخلت الجيب بعد منتصف الليل لنقل المقاتلين وأسرهم. وأضاف أن الحافلات غادرت باتجاه منطقة البادية ذات الكثافة السكانية المنخفضة والتي تقع إلى الشرق من العاصمة والتي تمتد إلى الحدود مع الأردن والعراق.
وقال المرصد إن متشددي داعش أحرقوا مكاتبهم في جيب اليرموك.
وشاعت عمليات الانسحاب بعد التفاوض في الحرب السورية في السنوات الماضية مع استعادة الحكومة بالتدريج للسيطرة على المناطق بمساعدة الجيش الروسي وقوات مدعومة من إيران.
وبموجب أغلب اتفاقات الانسحاب منحت الحكومة لمقاتلي المعارضة وأسرهم ممرا آمنا لشمال غرب سوريا. وقالت الأمم المتحدة إن 110 آلاف شخص تم إجلاؤهم لشمال غرب سوريا ومناطق تسيطر عليها المعارضة شمالي حلب في الشهرين الماضيين فقط.
وتصف المعارضة سياسة إبرام تلك الاتفاقات بأنها تهجير قسري يصل إلى حد التغيير الديمجرافي لطرد معارضي الأسد. وتقول الحكومة السورية إنها لا تجبر أحدا على المغادرة وإن على من يبقون القبول بحكم الدولة.
وفيما تعهد الأسد باستعادة كل شبر من الأراضي السورية تشير خريطة الصراع إلى أن تلك مهمة ستزداد تعقيدا من الآن فصاعدا.
فهناك قوات أمريكية في الشرق والشمال الشرقي وهي مناطق تسيطر عليها جماعات كردية تريد حكما ذاتيا من دمشق واستخدمت القوة للدفاع عن مناطقها من القوات الموالية للأسد.
وأرسلت تركيا قواتها إلى شمال غرب سوريا لمواجهة ذات الجماعات الكردية لتشكل منطقة عازلة على حدودها أعاد فيها مقاتلون معارضون للأسد ترتيب صفوفهم.
وفي الجنوب الغربي حيث تسيطر المعارضة المسلحة على أراض واقعة على الحدود مع إسرائيل والأردن تواجه قوات الأسد خطر الدخول في صراع مع إسرائيل التي تريد إبعاد حلفاء دمشق الإيرانيين عن حدودها وشنت ضربات جوية على سوريا لاستهدافهم.