شكا عددٌ من الناس والمعنيين بالأمر للملك سعود بن عبدالعزيز عام 1954م من وجود مقام إبراهيم في وسط الطواف، وأنه بمبناه أصبح يعيق حركة الطائفين بعد تزايد الأعداد، ولا سيما في مواسم الحج والعمرة.
استشار الملك العلماء في أن ينقل المقام إلى الخلف بجوار الرواق، وتم عمل الترتيبات اللازمة، وصدر الأمر للمقاول ببناء مقام آخر في الخلف، وتم تحديد أحد الأيام ليقوم الملك سعود بنقل المقام، غير أن الأمر تغير بعد معرفة الشيخ المصري المعروف محمد متولي الشعرواي.
كان الشعراوي حينها يعمل أستاذاً بكلية الشريعة في مكة المكرمة وسمع بالمسألة، واعتبر الإجراء المزمع مخالفاً للشريعة، فاتصل ببعض العلماء السعوديين والمصريين، لكنهم أبلغوه أن الموضوع انتهى، وأن المبنى الجديد قد أُقيم بالفعل.
فقام الشيخ بإرسال برقية من خمس صفحات إلى الملك سعود، عرض فيها المسألة من الناحية الفقهية والتاريخية، واستدل الشيخ في حجته بموقف عمر بن الخطاب الذي لم يغير موقع المقام بعد تحركه بسبب طوفان حدث في عهده وأعاده إلى مكانه في عهد الرسول، ورد على أدلة القائلين بجواز نقل المقام من مكانه.
وبعد أن وصلت البرقية إلى الملك سعود، جمع العلماء وطلب منهم دراسة برقية الشعراوي، فوافقوا على كل ما جاء في البرقية، فأصدر الملك قراراً بعدم نقل المقام، وأمر بدراسة مقترحات الشعراوي لتوسعة المطاف، حيث اقترح الشيخ أن يُوضع الحجر في قبة صغيرة من الزجاج غير القابل للكسر، بدلاً من المقام القديم الذي كان عبارة عن بناء كبير يضيق على الطائفين.