أصبح الصرافون ومقدمو الرعاية الأجانب، حقيقة واقعة في اليابان، خاصةً في المناطق الحضرية؛ حيث ارتفع عدد العاملين الأجانب بسرعة في الآونة الأخيرة إلى 1.3 مليون شخص، أي نحو 2٪ من القوة العاملة، وفقًا لما ناقشه تقرير "الإيكونوميست".
ورغم أن التأشيرات التي تسمح للأجانب بالاستقرار في اليابان، تُمنح في المقام الأول للعمال ذوي المهارات العالية، فإن من الناحية العملية، قد يتم قبول أولئك الذين لديهم مهارات أقل، كالطلاب أو المتدربين.
وفي يونيو، أعلنت الحكومة أنها ستُقدم تأشيرة "مهارات محددة" من أجل جلب 500 ألف عامل جديد بحلول عام 2025 ، في مجالات الزراعة والبناء والفنادق والتمريض وبناء السفن.
السبب وراء تغيير فكر اليابان
- كانت اليابان على مدار السنين، قلقة من قبول الأجانب، وهي واحدة من أكثر الدول الغنية المتجانسة في العالم؛ حيث يمثل الأجانب 2٪ فقط من سكانها، مقارنةً بنسبة 4٪ في كوريا الجنوبية، و16٪ في فرنسا.
- تُراوِح أسباب هذا الوضع بين المخاوف من أن يجلب الغرباء الجريمة ويدمرون الممارسات المجتمعية، وبين القلق من أن المقيمين اليابانيين لن يتمكنوا من التواصل معهم بشكل سليم.
- لكن تقلص عدد السكان وزادت أعمارهم.
ولسد ذلك النقص في القوى العاملة، تركزت سياسة الحكومة على ضم مزيد من النساء وكبار السن في القوى العاملة، واستخدام الذكاء الاصطناعي.
- أصبح من الواضح أن كل ذلك لا يكفي، وأن الشركات أيضًا ترغب من الأجانب مساعدتهم في الحفاظ على قدراتهم التنافسية.
والواقع أن ضغوط الأعمال التجارية هي سبب كبير وراء التغيير الذي شهدته البلاد.
نتائج تزايد أعمار السكان
- على مدار السنوات العشرين الماضية، تقلص عدد العمال تحت سن الثلاثين عامًا بنسبة الربع، كنتيجة لكبر أعمار السكان.
- كما أدى تزايد عدد السكان الكبار السن إلى خلق المزيد من فرص عمل مقدمي الرعاية، التي لا يريد سوى عدد قليل من اليابانيين القيام بها مقابل الأجر المعروض.
- تزايد عدد الوظائف الشاغرة بنسبة 60٪ عن عدد الأشخاص الذين يبحثون عن عمل.
هذا وتعتمد صناعات مثل الزراعة والبناء، وكذلك التمريض، بشكل متزايد على الأجانب.
- أظهر استطلاع للرأي أجري العام الماضي حول ما إذا كان على اليابان قبول المزيد من العمال الأجانب، تأييد نحو 60٪ من الأشخاص الذين تُراوِح أعمارهم بين 18 و29 عامًا لذلك.
حواجز تحول دون جذب العمالة الأجنبية
- جذب العمال الأجانب الذين تحتاجهم اليابان ليس بالضرورة أن يكون سهلاً؛ فاللغة تعد حاجزًا كبيرًا، لكن التمكن من اللغة اليابانية ليس ضروريًّا للعمال ذوي المهارات العالية الذين يرغبون في الحصول على تأشيرات.
- لا يُسمح حاليًّا للعمال الذين يجتازون امتحانًا يابانيًّا بإحضار عائلاتهم، ولن يكونوا قادرين على الحصول على تأشيرة "المهارات المحددة".
- كذلك الشركات التي تعتمد في ترقية الموظفين على الأقدمية بدلاً من الجدارة، والتي يكون العمل فيها لساعات الطويلة أمرًا طبيعيًّا؛ ستجد صعوبة في استقطاب العمال أيضًا.
- قد تحتاج اليابان أيضًا إلى بذل المزيد من الجهد للمساعدة في دمج الأجانب، وقبول عدد صغير من العمال ذوي المهارات العالية.
- مع ارتفاع عدد المهاجرين، وخاصةً مع قبول المزيد من العمال ذوي المهارات المتدنية، فإن إهمال سياسة التكامل يهدد بإثارة بعض المخاوف التي دفعت الحكومة إلى تقييد الهجرة في المقام الأول.