خلال أول زيارة له إلى الصين بصفته وزير خارجية بريطانيا الجديد، ارتكب جيريمي هانت، ما وصفه بأنه "خطأ فادح"، حين قال إن زوجته يابانية بدلا من صينية، في زلة لسان سرعان ما استدركها واعتذر عنها.
وتصدرت زلة لسان هانت، عناوين وسائل إعلام عالمية ومحلية، طاغية بذلك على تفاصيل الزيارة المهمة للصين.
وفى مستهل محادثاتهما في بكين، قال هانت لوزير الخارجية الصيني وانغ يي، إن علاقته بالصين هي علاقة قديمة بدأت برحلة بحقيبة ظهر، عندما كان في 19 من عمره.
وقال هانت: "زوجتى يابانية ... زوجتي صينية، هذا خطأ فادح". وتابع قائلا: "زوجتي صينية وأطفالي نصف صينيين، لذا لدينا جد وجدة صينيان يعيشان في مدينة شيان، وروابط عائلية قوية في الصين".
وكان وزير الخارجية البريطاني يأمل في أن تسهم هذه الزيارة في تعزيز العلاقات التجارية مع الصين، ومعالجة بعض القضايا الحساسة بما في ذلك وضع حقوق الإنسان في هونغ كونغ.
ويبدو أن هانت كان يأمل أن علاقته الشخصية مع الصين، من خلال زوجته الصينية لوسيا، قد تساعد في إقامة روابط قوية مع حكومة بكين، لكنه أخطأ في جنسيتها بزلة لسان.
لماذا تعد زلة لسان هانت "خطأ فادحا"؟
تعد زلة لسان هانت "خطأ فادحا" تماما كما وصفها بنفسه، ويرجع ذلك لعدد من الأسباب.
أبرزها أن بين الصين واليابان تنافس مرير، كما أن الخلط بين الصين وأية دولة أخرى هو أمر سيء، إذا كنت تحاول كسب تأييد الحكومة الصينية.
لكن من بين جميع البلدان التي قد تخلط بينها وبين الصين، ربما تكون اليابان هي الأسوأ. ذلك لأن البلدين كان بينهما علاقة مريرة لعقود من الزمان. قاتل كل منهما الآخر في حربين، كما أن بينهما نزاع حول بعض المناطق في بحر الصين الشرقي.
وكانت هناك عدة احتجاجات معادية لليابانيين في أنحاء الصين في عام 2012، عندما تصاعد التوتر حول الجزر المتنازع عليها.
السبب الثاني أن هانت كان يتحدث عن زوجته، وعلى الرغم من أنه من السهل على أي شخص أن يرتكب زلة لسان إذا كان يتحدث عن شخص آخر لكن ليس زوجته.
والسبب الثالث هو أن هناك دعابة شائعة مفادها أن جميع سكان شرق آسيا "متشابهون"، لكن سكان البلدان المختلفة في شرق آسيا تزعجهم هذه الدعابة ويرونها أمرا غير لطيف.
هل أثرت زلة هانت على سير الزيارة؟
كانت التجارة وكوريا الشمالية والأسلحة النووية وتغير المناخ من بين الموضوعات المطروحة للنقاش.
و في مؤتمر صحفي مع نظيره وانغ يي، سُئل هانت عن الوضع في هونغ كونغ، التي سلمتها المملكة المتحدة إلى الصين عام 1997.
وكانت بكين وعدت بموجب فكرة "دولة واحدة ونظامان"، بمنح هونغ كونغ حكما ذاتيا واسعا، وحريات مدنية، لكن المخاوف تتزايد من أن قادة الصين يتراجعون عن وعودهم، بقمعهم للمعارضة السياسية.
وقال هانت "أجرينا مناقشات مكثفة حول الوضع الحالي في هونغ كونغ، أجرينا مناقشة صريحة، بل صريحة للغاية حول المخاوف التي أثارها البعض".
كما أضاف "هونغ كونغ جزء من الصين، ولكننا بالطبع وقعنا على الإعلان المشترك، والمملكة المتحدة، ملتزمة إلى حد كبير بنموذج البلد الواحد، بنظامين، الذي نعتقد أنه يخدم كل من هونغ كونغ والصين بشكل جيد للغاية".
ورد وزير الخارجية الصيني بالقول "شؤون هونغ كونغ هي شؤون داخلية للصين، ولا نقبل أن تتدخل أي دولة أخرى في شؤوننا الداخلية".
لكنه أكد بالمقابل، على أن "الصين ستواصل دعمها والتزامها بمنهج الدولة الواحدة بنظامين".
وقال هانت في وقت لاحق إن الصين عرضت على بريطانيا محادثات بشأن اتفاق للتجارة الحرة بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
وكان هانت، يزور بكين في ثاني رحلة له خارج بريطانيا منذ توليه منصبه كوزير للخارجية خلفا لبوريس جونسون.