إن إبرام اتفاقية قانونية بين حكومة الولايات المتحدة ومؤسسة لحقوق حيازة السلاح يمهد المسرح لأحدث المناوشات والحروب الكلامية حول حقوق حيازة السلاح والرقابة على الأسلحة الشخصية، بحسب موقع "Popular Mechanics".
تسمح الاتفاقية القانونية لمجموعة تدعى "Defense Distributed"، برفع عدد من الملفات على موقعها الإلكتروني ويمكن من خلال الإرشادات في هذه الملفات، وبمساعدة طابعة ثلاثية الأبعاد، أن يتم تصنيع الأجزاء الأساسية الضرورية لتصنيع سلاح ناري.
وفي أعقاب إبرام الاتفاقية تسارع عدة ولايات أميركية في الوقت الحالي لإصدار تشريعات أو لوائح تحظر على سكانها تنزيل تلك الملفات. كما أن الرئيس دونالد ترمب تدخل بنفسه في الموضوع. ولكن تبقى الحقيقة أكثر ضبابية قليلاً من العناوين الرئيسية التي تناولت تلك الخطوة.
ولمزيد من الضوء والفهم لما يدور حوله الجدل كان يتعين معرفة محتويات تلك الملفات المنشورة على موقع Defense Distributed، والتي تبين أنها تحتوي على مجموعة من الإرشادات الخاصة بصناعة بعض الأجزاء بواسطة الطباعة ثلاثية الأبعاد، والتي تعتبر قانوناً أسلحة نارية.
ولكن في الواقع، فإن ما يقدمه الموقع الإلكتروني يعتبر أبعد ما يكون عملياً عن بندقية فعلية. وهو الأمر الذي يعدو بعيداً كل البعد عن ما طرأ على أذهان الكثيرين والذين ما إن سمعوا أو قرؤوا كلمة "أسلحة نارية" توارد إلى أفكارهم أنها بنادق كاملة، أي كل البنادق بأنواعها والمسدسات. وأنها أسلحة نارية نهائية التصنيع أي يمكن في الحال حشوها بالذخيرة وضغط الزناد لينطلق منها النار. لكن هناك تعريفا آخر لـ "السلاح الناري".
إن هناك بعض الأشخاص ممن يهتمون، بدلاً من مجرد شراء سلاح كامل من متجر للبنادق، بتصنيع وتجميع أسلحتهم بأنفسهم، من الألف إلى الياء، من مجموعة من القطع والأجزاء.
إن الملفات المثيرة للجدل الخاصة بـ Defense Distributed مصممة لقطع وأجزاء يمكن طباعتها بنظام ثلاثي الأبعاد. ولكن ما يخرج من الطابعة ثلاثية الأبعاد ليس سلاحاً عاملاً، ولكنه جزء من السلاح الذي يحتاج لتكملة تصنيعها بالكثير من البراغي وفوهة البندقية أو المسدس، ومجموعات الزناد، وجسم البندقية أو المسدس نفسه، وغيرها من الأجزاء الضرورية الأخرى التي يلزم أن تتواجد قبل أن يطلق السلاح رصاصة واحدة.
ربما يكون تصميم المسدس الخاص بـDefense Distributed أقرب ما يكون إلى سلاح ناري كامل قابل للطباعة، ولكن يجب على من يتحمس لتنفيذ الفكرة أن يتوافر لديه القطع اللازمة لتشغيل آلية إطلاق الرصاص.
من جانبها، نجحت ولاية بنسلفانيا في التوصل إلى اتفاق مؤقت مع Defense Distributed لمنع سكان الولاية من فتح وتنزيل تلك الملفات. ووصف رئيس حملة برادي قرار وزارة الخارجية بأنه "مخيّب للآمال بشكل مرير".
أما تدخل الرئيس ترمب بنفسه في النزاع، فلم يكن مؤثراً نظراً لعدم إلمامه بأبعاد هذه القضية، أي أن أجهزة الاستقبال ليست للبيع، ولا أن الأسلحة التي سيتم طباعتها بنظام ثلاثي الأبعاد مصنوعة من البلاستيك بالكامل.
وفي هذا الشأن، كتب ترمب تغريدة قال فيها: "أنا أدرس موضوع البنادق البلاستيكية ثلاثية الأبعاد التي تباع للعامة. وتحدثت بالفعل مع الاتحاد القومي للأسلحة، ولا يبدو الأمر منطقياً!"
إن طريقة الطباعة ثلاثية الأبعاد لسلاح ناري ليست هي أسهل الطرق لحيازته، خاصة أن مجمل ما يمكن إنجازه هو 80% من السلاح، مما يتطلب أن يكون لدى الشخص فقط معدات وأدوات يدوية، فضلاً عن المهارات اللازمة ليقوم بتصنيعه بنفسه والحصول على القطع المتبقية التي تمثل 20% من مكونات السلاح.
ولكن يؤكد الخبراء على ضرورة توخي الحذر للغاية بشأن أي خطوة تجعل الأمر أسهل وأسرع بالنسبة للعامة للحصول على السلاح وحيازته.